اعتبر دبلوماسي سوري معارض اليوم الثلاثاء، أن عدم فوز معظم الأعضاء السابقين في الانتخابات الأخيرة للهيئة السياسية للائتلاف المعارض، يعد انعكاساً للرغبة بضخ دماء جديدة في قيادة الائتلاف وعدم الرضا عن سياسات الهيئة الماضية، مستبعداً أن يكون الأمر مقدمة للإطاحة برئيس الائتلاف أحمد الجربا. وفي تصريحات لوكالة "الأناضول" عبر الهاتف، قال نزار الحراكي سفير الائتلاف في قطر: "إن انتخابات الهيئة السياسية الجديدة التي أعلن عن نتائجها رسمياً، أمس الاثنين، كانت أقرب إلى الديمقراطية والواقع مع الاعتراف ببقاء بعض التجاذبات داخل الائتلاف، كما عكست حالة من عدم الرضا عن سياسات الهيئة السياسية الماضية". ونجح 14 عضواً جدداً من أصل 19 عضواً منتخباً في الهيئة السياسية، في الانتخابات التي جرت في اسطنبول التركية الأحد، ليحلوا محل الأعضاء السابقين المقرب بعضهم من الجربا وكان أبرزهم ميشيل كيلو المعارض السوري البارز، وفايز سارة المستشار السياسي والإعلامي للجربا، ولؤي الصافي الناطق باسم الائتلاف، ومنذر ماخوس سفير الائتلاف في باريس. وحسب النظام الداخلي للائتلاف، فإنه يضاف إلى الأعضاء المنتخبين ال19، كل من رئيس الائتلاف أحمد الجربا ونوابه الثلاثة فاروق طيفور ونورة الأمير وعبد الحكيم بشار والأمين العام بدر جاموس، وذلك بدون انتخابات. وتتخذ الهيئة السياسية للائتلاف القرارات اللازمة لسير عمل الائتلاف، وعلاقته مع الدول الأخرى، وتعيين السفراء لديها، إضافة إلى إقرار خطة العمل السياسي له، وتمثيل هيأته العامة على المستوين السياسي والديبلوماسي. وأوضح السفير أن الهيئة السياسية الماضية تشكلت عبر الانتخابات أيضاً، إلا أنها كانت نتيجة توافقات على قوائم معينة، أما الانتخابات الأخيرة التي تمت منذ يومين كانت نتيجة "انتخابات ديمقراطية إلى حد كبير". واستبعد الحراكي أن تكون نتائج الانتخابات الأخيرة للهيئة السياسية مقدمة للإطاحة برئيس الائتلاف أحمد الجربا، معتبراً أن الجربا هو شخص منتخب ولا يمكن تغييره إلا بانتخابات أو سحب الثقة من قبل أعضاء الهيئة العامة، لارتكابه مخالفات للنظام الداخلي للائتلاف. وبيّن السفير أن الجربا ستنتهي ولايته الحالية لرئاسة الائتلاف منتصف العام الجاري ولا يحق له الترشح لفترة جديدة، بحسب النظام الداخلي للائتلاف، كونه أنهى فترتين في المنصب نفسه "مدة الفترة الواحدة 6 أشهر". من جهته اعتبر لؤي الصافي الناطق باسم الائتلاف، والعضو في الهيئة السياسية الماضية، أن نتائج الانتخابات الماضية تمثل "حالة توافق بين الكتل والمكونات المختلفة". ولفت الصافي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أمس الاثنين، إلى أن العديد من قيادات الصف الأول داخل الائتلاف، لم يسمّهم، آثروا عدم ترشيح أنفسهم في انتخابات الهيئة لإتاحة الفرصة لوجوه جديدة لتولي مسؤولياتها خلال المرحلة المقبلة. وأكد الناطق باسم الائتلاف أن الهيئة السياسية الجديدة تنهي حالة الانقسام التي وسمت الائتلاف خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وتظاهر ناشطون سوريون أمام مقر الصحفيين المخصص لمتابعة اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف بمدينة إسطنبول، الأحد، للمطالبة بإسقاط وتنحية رئيس الائتلاف "أحمد الجربا". وكان ناشطون سوريون دعوا، الشهر الماضي، على شبكات التواصل الاجتماعي إلى الخروج بمظاهرات للمطالبة بإسقاط الجربا، وذلك على خلفية سقوط "يبرود" في ريف دمشق بيد قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني، متهمين الائتلاف بالتقصير والتأخر في تقديم الدعم اللازم لمقاتلي المعارضة خلال المعركة. كما حدّدت أكبر تنسيقية تابعة للمعارضة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011"، الشعار الذي خرجت تحته المظاهرات الأسبوعية في المناطق الخاضعة للمعارضة داخل سوريا، يوم الجمعة 21 مارس/آذار، باسم "جمعة إسقاط الجربا".