أصيب 22 من رجال الأمن الأردنيين وثلاثة لاجئين سوريين بجروح في أعمال عنف اندلعت، مساء اليوم السبت، بمخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال شرقي الأردن. ونقلت وكالة "رويتز" للأنباء عن عدد من سكان المخيم قولهم: "إن مالايقل عن لاجئ سوري واحد قتل في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن لدى وقوع اشتباك بين مئات اللاجئين وقوات الأمن". وأضافوا أن عشرات اللاجئين في المخيم المترامي الأطراف القريب من الحدود السورية أصيبوا لدى استخدام شرطة مكافحة الشغب المزودة بالهراوات الغاز المسيل للدموع لتفريق اللاجئين الذين قاموا برشقها بالحجارة وإضرام النار في مكاتب رسمية. ونقلت وكالة "الأناضول" الإخبارية عن مديرية الأمن العام، وهي جهاز مسئول عن الأمن في الأردن، قولها في بيان لها: "إن مجموعة من اللاجئين السوريين داخل مخيم الزعتري قامت بأعمال شغب، وحاولت الاعتداء على مقار الجهات الأمنية في المخيم، إضافة إلى الاعتداء على الممتلكات؛ احتجاجًا على ضبط أشخاص خرجوا إلى خارج المخيم بطرق غير قانونية". وأفادت المديرية ب"إصابة 22 رجل أمن عام ودرك "جهاز أمني تابع لوزير الداخلية" أسعفوا "جرى نقلهم" إلى المستشفى جراء إلقاء الحجارة عليهم، وحالتهم العامة متوسطة". وتابع أنه "جرى إسعاف 3 لاجئين سوريين للمستشفى وحالتهم العامة مستقرة". وأوضحت المديرية أن "مثيري الشغب قاموا أيضا بإشعال النيران في 6 خيام وكرفانين (بيت متنقل) تم إطفاؤها، ولم ينتج عنها أية إصابات.. والقوة الأمنية تعاملت مع بعض مثيري الشغب". ومضت قائلة: "إن رجال الأمن العام والدرك تعاملوا مع الحادثة والتجمهر بالطرق القانونية المتعارف عليها، مستخدمين الغاز المسيل للدموع". وأضافت أن مديرية الأمن العام وقوات الدرك لن تسمح بأي حال من الأحوال بالتعدي على القانون أو على الممتلكات العامة أو الخاصة. وعن سبب اندلاع أعمال الشغب، قالت مصادر أمنية لوكالة "الأناضول": "إن الأمن الأردني منع لاجئين سوريين من تهريب مساعدات يحصل عليها اللاجئون من منظمات إلى خارج المخيم لبيعها والحصول على المال لتلبية احتياجات أخرى للاجئين". وتابعت أن قوات الأمن والدرك، مدعومة بقوات البادية "تابعة للأمن العام"، عززت من تواجدها داخل المخيم للسيطرة على كافة أشكال الشغب. وأضافت المصادر أن "الأجهزة الأمنية تحقق في حادثة إطلاق رصاص من قبل اللاجئين السوريين"، فيما قال لاجئون سوريون بمخيم الزعتري، لوكالة الأناضول: "إن مثيري أحداث الشغب التي شهدها المخيم هم من شبيحة "خارجون عن القانون" النظام السوري". وأضاف اللاجئون، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم لأسباب أمنية، أن "عددا من اللاجئين المعروفين بولائهم للنظام السوري تعمدوا إثارة الشغب للنيل من الوضع الأمني.. وقد ألقت قوات الأمن القبض على عدد كبير من اللاجئين". والزعتري من أكبر مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن إذ يأوي حوالي 110 آلاف لاجئ سوري. والأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالا للاجئين السوريين، وتأثرا بالأزمة السورية منذ اندلاعها منتصف مارس/ آذار 2011، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كلم. ويتجاوز عدد السوريين في الأردن، بحسب مسئولين أردنيين، المليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأممالمتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية بحكم علاقات عائلية وأعمال التجارة.