وصي ربنا عز وجل في آياته على المعاملة الطيبة لليتيم، وعدم الإساءة إليه، واللطف بهم والعطف عليهم وإزالة إحساسهم بالنقص العاطفي. وجاء في الحديث المعروف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من مسح رأس يتيم، كانت له بكلّ شعرة مرّت عليها يده حسنات" وكان الله يخاطب نبيّه قائلاً: لقد كنت يتيماً أيضاً وعانيت من آلام اليتيم، والآن عليك أن تهتمّ بالأيتام كلّ اهتمام وأن تروي روحهم الظمأى بحبّك وعطفك. وقال تعالى، " أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ صدق الله العظيم. وجاء في تفسير بن كثير ألم يَجِدْك من قبلُ يتيمًا، فآواك ورعاك، ووجدك لا تدري ما الكتاب ولا الإيمان، فعلَّمك ما لم تكن تعلم، ووفقك لأحسن الأعمال، ووجدك فقيرًا، فساق لك رزقك، وأغنى نفسك بالقناعة والصبر. فأما اليتيم فلا تُسِئْ معاملته، وأما السائل فلا تزجره، بل أطعمه، واقض حاجته، وأما بنعمة ربك التي أسبغها عليك فتحدث بها.