اهتمت صحيفة "الجارديان"، باستئناف محاكمة الصحفيين الثلاثة لقناة الجزيرة في مصر الذين يواجهون تهما بأن تغطيتهم تمثل تهديدا للأمن القومي. وأشارت الصحيفة البريطانية، عبر موقعها الإلكتروني، إلى إدانات وسائل الإعلام والجماعات الناشطة سياسيا والحكومات الأجنبية- بما في ذلك الولاياتالمتحدة- جميع الاعتقالات وانتقدوا وقائع المحاكمة باعتبارها خطوة سياسية جريئة لقمع المعارضة. وقالت الصحيفة إن واشنطن تحافظ على إبعاد نفسها عن الانتخابات الرئاسية المقبلة في مصر فيما تصر وزارة الخارجية الأمريكية على وجوب "حرية التعبير عن الآراء السياسية دون ترهيب أو خوف من الانتقام". ورأت الصحيفة أن رد القاهرة على انتقادات الأممالمتحدةوأمريكا لقمع المعارضة والصحافة كان خطابا معيبا لاتهامها لصحفيي الجزيرة بأنهم مذنبون لمساعدة جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية" وأن سياسة مكافحة "الإرهاب" أمر حاسم للديمقراطية بأي ثمن - حتى على حساب وجود صحافة حرة، هذا القلب النابض للديمقراطية، على حد قولها. وأوضحت الصحيفة أنه على مدى العقد الماضي، احتجزت وعذبت الولاياتالمتحدة صحفيي قناة الجزيرة في إطار سياسات مكافحة "الإرهاب". وقالت الصحيفة، إن واشنطن زعمت آنذاك أن الصحفيين يمثلون تهديدا للأمن القومي، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة فعلت مثل مصر وزعمت وجود صلة بين شبكة الجزيرة والمسلحين واستهدفت هؤلاء الذين لم تخدم تغطيتهم المصالح العسكرية. من جانبه، حذر ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق، أن قناة الجزيرة تخاطر بوصفها "مخرج أسامة بن لادن للعالم "، فيما دعا دونالد رامسفيلد، مساعد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، تغطية الشبكة لحرب العراق " مفرغة، غير دقيقة، لا يمكن تبريرهها". ورأت الصحيفة أن أصداء هذه الحرب المضللة على "الإرهاب" مستمرة حتى لو تحولت الحرب، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد استندت لقانون التجسس أكثر من أي رئيس أميركي آخر، في محاولة للسيطرة على التسرب الصحفي وهو ما يعد "أكثر عدوانية منذ إدارة نيكسون". وقالت الصحيفة إنه من الحرب على الإرهاب إلى الحرب على التسريبات، يأتي الآن تأثير الظل الامريكي في الحرب العالمية على الصحافة، منوهة إلى أنه عندما خفضت الولاياتالمتحدة المساعدات الأمريكية لمصر بعد فض الحكومة لاحتجاجات الإخوان، واصلت توريد الأموال لجهود مكافحة "الإرهاب" وهي نفس الجهود التي استخدمت لتبرير حبس صحفيي الجزيرة. وذكرت الصحيفة أن مصير صحفيي الجزيرة في أيدي الحكومة في مصر يعكس سياسات أمريكا. وقالت الصحيفة إنه في غياب الالتزام بصحافة حرة والمساءلة بالنسبة لأولئك الصحفيين الذين اتهموا خطأ، فإن نفاق السياسة الأميركية الحالي والمتطور سيستمر ليكون بمثابة مبرر لأضرار لا حصر لها في المستقبل.