تحتفل منظمة الصحة العالمية الأربعاء 2 أبريل باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد. وقد أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً في 26 مارس 2008 باعتبار يوم 2 إبريل من كل عام يوماً عالمياً للتوعية بمرض التوحد بهدف التعريف بهذا المرض الذي أصاب حتى اليوم 67 مليون شخص، يعيشون بيننا في وحدة متواصلة يفرضها عليهم التوحد الذي يعانونه. وأشارت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مسودة قرارها إلى أنها تشعر ببالغ القلق إزاء انتشار مرض التوحد وارتفاع معدلات الإصابة به لدى الأطفال في جميع مناطق العالم، وما يترتب على ذلك من تحديات إنمائية على المدى الطويل لبرامج الرعاية الصحية والتعليم والتدريب، طبقا لما ذكرته وكالة "أنباء الشرق الأوسط." وأوضح بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة في رسالته بهذه المناسبة أن الاحتفال هذا العام باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد يهيئ فرصة لأن نحتفي بالمهارات الخلاقة التي تتسم بها عقول المصابين باضطرابات طيف التوحد، وأن نجدد العهد الذي قطعناه على أنفسنا بأن نساعدهم على تفجير ما لديهم من طاقات عظيمة، وأضاف إنني لأعتز باللقاءات التي تجمعني مع المتأثرين بمرض التوحد، سواء كانوا من الآباء أو الأطفال أو المعلمين أو الأصدقاء، فالقوة الكامنة لديهم هي نبع للإلهام، وهم جديرون بكل ما يمكن توفيره لهم من فرص التعليم والعمل والاندماج. وذكر مون أنه ينبغي لنا كي نقيس مدى نجاح مجتمعاتنا أن ننظر في مدى نجاحنا في إدماج ذوي القدرات المختلفة، بمن فيهم المصابون بمرض التوحد في تلك المجتمعات باعتبارهم أعضاء كاملي العضوية يحظون بالتقدير، موضحا أن التعليم والعمل لهما أهمية أساسية، فالمدارس تربط الأطفال بمجتمعاتهم المحلية، والعمل يربط البالغين بالمجتمع عموما، والمصابون بالتوحد جديرون بالسير على نفس الدرب الذي يسير عليه الآخرون، فمن خلال إدماج الأطفال الذين تختلف قدرتهم على التعلم عن غيرهم في المدارس العادية والمتخصصة ، يمكننا أن نغير المواقف ونعزز الاحترام، ومن خلال إيجاد فرص عمل مناسبة للبالغين المصابين بالتوحد، يمكننا أن ندمجهم في المجتمع. وأفاد أن في هذا الوقت الذي تحف العالم المعوقات الاقتصادية، ينبغي للحكومات أن تواصل الاستثمار في الخدمات التي تفيد المصابين بالتوحد، فنحن بتمكيننا لهم إنما نفيد الأجيال الحالية والمقبلة، ومن المؤسف أن هؤلاء الأفراد محرومون في أنحاء كثيرة من العالم من حقوق الإنسان الأساسية الواجبة لهم، وهم يكافحون ضد التمييز والاستبعاد، وحتى في الأماكن التي تكفل حقوقهم لا يزال عليهم في كثير من الأحيان أن يكافحوا من أجل الحصول على الخدمات الأساسية. وأكد كي مون على أن توفر اتفاقية الأممالمتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة إطارا متينا للعمل من أجل إيجاد عالم أفضل للجميع، ولا يقتصر الهدف من الاحتفال باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد على إيجاد فهم لهذا المرض، وإنما يشكل الاحتفال دعوة إلى العمل، وحث جميع الأطراف المعنية على المشاركة في تعزيز التقدم عن طريق دعم برامج التعليم، وفرص العمالة، وغير ذلك من تدابير تساعد على تحقيق رؤيتنا المشتركة لعالم أكثر انفتاحا على الجميع.