اعتبر محللون سياسيون لبنانيون اليوم الاثنين، أن التقدم الكبير، الذي حققه حزب العدالة والتنمية برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في النتائج الأولية للانتخابات المحلية التركية، أعطت أردوغان دافعا "كبيرا" للاستمرار في كل سياساته الداخلية والخارجية، خاصة في ما يخص دعم الثورة السورية والقضية الفلسطينية. ورأى المحللون حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الإخبارية أن شعبية أردوغان التي تجلت بهذه النتائج فتحت الطريق أمامه أيضا للوصول إلى القصر الجمهوري في أنقرة. وقال جورج علم المحلل السياسي والكاتب في صحيفة "الجمهورية": "إن فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية "يعطي صورة واضحة" أن أردوغان لا يزال يتمتع بشعبية وازنة في تركيا، رغم كل الحملات التي شنت ضده في الآونة الأخيرة"، معتبرا أن هذا الفوز "يدحض كل الشكوك عما يسمى بقضايا الفساد". ورأى علم في حديث ل"الأناضول" أن الفوز الكبير لأردوغان في هذه الانتخابات ربما تدفعه للترشح والفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا في آب/أغسطس المقبل. وتعتبر الانتخابات البلدية في تركيا أحد ثلاث استحقاقات انتخابية، تعقبها الانتخابات الرئاسية التي من المفترض أن تجري على جولتين في أغسطس/أب المقبل، والانتخابات النيابية أو البرلمانية في مايو/أيار من العام القادم 2015. وأشار علم إلى أن أردوغان حصل بهذه النتائج على "هامش واسع للاستمرار بسياساته الخارجية على المستوى السوري والإقليمي والدولي"، لافتا الى أن "الناخب التركي لايزال يثق بهذه السياسة التي يتبعها حزب العدالة والتنمية". واتفق المحلل الاستراتيجي رياض طبارة مع علم في أن أردوغان حصل على دعم شعبي كبير "من أجل مواصلة مساندة الثورة السورية". وقال طبارة ل"الأناضول": "إن التخوف كان كبيرا في الشارع العربي، لو أن حزب العدالة والتنمية لم ينجح بهذه الانتخابات لكان الموقف التركي من الثورة السورية تغير سلبا". ورأى أن أردوغان "سيستمر بسياساته الداخلية والخارجية "نتيجة التأييد الشعبي الذي حصل عليه بالأمس". من جانبه، قال الكاتب الصحفي بلال وهبي: "إن الشعب التركي أجرى أمس استفتاء أكد فيه تأييده للسياسات التي يتبعها أردوغان داخليا وخارجيا"، مضيفا أن ثقة الشعب بأردوغان أثبتت بشكل قوي بعد الفوز الكبير لحزب العدالة والتنمية. واعتبر وهبي ل"الأناضول" أن سبب تزايد شعبية أردوغان وحزبه هو السياسات الاقتصادية والتنموية التي اعتمدها و"رفعت من شأن تركيا في المنطقة والعالم". وقال: "إن فوز العدالة والتنمية بنسبة كبيرة في الانتخابات المحلية" بعد تحالف كل قوى المعارضة التركية ضده، إنجاز كبير وتاريخي يعطي أردوغان حق محاسبة الذين شهروا به وحاولوا زعزة أمن واستقرار تركيا وسمعتها حول العالم". ورأى وهبي أن أردوغان سيزيد في المرحلة المقبلة من دعمه للمعارضة السورية "منعا لتقسيمها أو إقامة دويلات طائفية فيها خاصة على الحدود مع تركيا"، و انه "سيستمر أيضا بدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة المحاصرين خاصة". وبحسب المحلل السياسي اللبناني أمين قمورية، فإن النتائج الأولية تثبت أن رئيس الوزراء التركي هو "رجل المرحلة المقبلة"، و ان "الانتصار الساحق" لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البلديات "سيفتح الطريق أمام ترشح أردوغان للانتخابات الرئاسية" في أغسطس/آب المقبل. ورأى قمورية في تعليق للاناضول مساء أمس الاحد أن النتائج الأولية "مفاجئة، وتثبت أن كل المحاولات التي كانت تهدف إلى النيل من أردوغان فشلت فشلا كبيرا"، متوقعا أن يكون هذا الفوز "دافعا كبيرا لرئيس الوزراء التركي من أجل الاستمرار في سياساته الداخلية والإقليمية والدولية". وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية للانتخابات المحلية في عموم تركيا مع نسبة الأصوات التي تم فرزها حتى الساعة 10 ت.غ. "97.68%"، حصول حزب العدالة والتنمية الحاكم على 45.55%، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري "أكبر حزب معارض" نسبة 27.91%، أما حزب الحركة القومية "ثاني أكبر حزب معارض" فقد حصل على نسبة 15.16%، وحزب السلام والديمقراطية "ثالث أكبر حزب معارض" حصل على نسبة 4.02%، وتقاسمت بقية الأحزاب نسبة ال7.36% المتبقية من الأصوات الصحيحة. وآخر انتخابات بلدية شهدتها البلاد جرت في العام 2009 ، فاز فيها الحزب الحاكم بنحو 38,8% من الأصوات، فيما حصل حزب الشعب الجمهوري على نحو 24.69%، والحركة القومية حصل على 16.49% أما بقية الأحزاب فحصلت على 20.17%.