دعت منظمة "هيومان رايتس ووتش" حكومة ميانمار إلى تأجيل التعداد السكاني المزمع إجراؤه بداية من اليوم الأحد بسبب استمرار الصراع العرقي في البلاد، وحتى تتوقف الهجمات التي تستهدف منظمات الإغاثة. ووفقا لما جاء على قناة "روسيا اليوم" فقد أشار مدير قسم آسيا في المنظمة "براد أدمز" إلى المخاطر التي قد تنتج عن إجراء التعداد السكاني في بيئة غير مستقرة بالمنطقة بسبب اعتداءات المليشيات، على العديد من منظمات الإغاثة. وفي الأثناء تعارض بعض المنظمات الداعية للاستقلال مثل "منظمة كاشين" الإحصاء السكاني، محذرة مسؤولي مناطقها من إجراء التعداد. وفي سياق متصل، أعلنت سلطات البلاد أمس السبت إنه لن تسمح للمسلمين بتسجيل انفسهم تحت اسم "الروهينجا" في أول احصاء للسكان تجريه منذ ثلاثة عقود ويثير توترات طائفية. وتأتي هذه الخطوة بعد أن توعد البوذيون في ولاية الراخين الغربية التي تشهد أعمال عنف بمقاطعة الإحصاء بسبب مخاوف من أن يؤدي إلى الإعتراف الرسمي بالروهينجا الذين تصنفهم الأممالمتحدة بين أكثر الأقليات في العالم تعرضا للاضطهاد. وصرح المتحدث باسم الحكومة يي هتوت للصحافيين في رانجون إنه "اذا أرادت عائلة التعريف بنفسها بأنها من "الروهينجا" فلن نقوم بتسجيلها". وأضاف إنه يمكن للأشخاص من مثل هذه العائلة أن يصفوا أنفسهم بأنهم "بنغاليون"، وهي الصفة التي تطلقها السلطات على معظم الروهينجا الذين تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش المجاورة. يشار إلى أن الإحصاء السكاني الذي سيبدأ اليوم ويستمر حتى أبريل/نيسان من هذا العام، هو الأول منذ عام 1983 حيث يشارك فيه 100 ألف موظف تعداد، وسيسعون من خلاله الى معرفة المكونات الديموغرافية للبلاد وتوزيعها، في بلد يعتقد أن عدد سكانه 60 مليون نسمة.