باحث بيولوجى: 700 ألف حالة تصاب بفيرس سى فى مصر سنويا قال الدكتور محمد حسونة، الباحث البيولوجى فى الخلايا الجذعية أن أحدث أدوية طرحت لعلاج فيروس "سى" هما "سولفادى" و "أوليسيو"، وقد بلغت تكلفتهما شهرياً 88.000 $ و 66.000 $ وهى تكلفة مبالغ فيها. ما هو فيروس سى؟ أشار الدكتور محمد إلى أن الفيروس عبارة عن شفرة وراثية مغلفة بغلاف بروتينى، ولا يُسبب الفيروس المرض إلا عندما يدخل الفيروس شفرته الوراثية داخل الخلية، وبالتالى بدلا من أن تتكاثر الخلايا يحدث تكاثر للفيروس داخل الخلية فيدمرها عند خروجه منها. وأضاف أن فيروس الكبد الوبائى سى تم اكتشافه عام 1988، وأن هناك 180 مليون مصاب بفيروس سى حول العالم، وعلى الأقل لقيروس سى 6 أنواع مختلفة، ويختلف كل نوع عن الأخر بسبب اختلافات فى أجزاء محددة من الشفرة الوراثية. نسبة وبداية ظهور الفيروس فى مصر وأوضح حسونة أن فى مصر يقدر عدد المصابين بقيروس "سى" 20 % من عدد السكان، لذلك هو يعتبر وباء، ومن المعروف أن الفيروس ينتقل عن طريق الدم من خلال الحلاقين والحقن الغير معقمة وغيرها، ويصاب سنوياً بالفيروس حوالى 700 ألف حالة جديدة، 40 % منهم بسبب اهمال المستشفيات الحكومية. وذكر أن ظهور الفيروس بدأ منذ عام 1950 وحتى الثمانينات أثناء فاعليات حملة طبية لعلاج البلهارسيا، وقد أدى استخدام الحقن الزجاجية الغير معقمة بالقدر الكافى إلى انتشار فيروس "سى" فى مصر. بيولوجيا فيروس "سى" فسر الباحث البيولوجى بداية تحور الفيروس إلى "سى" بداية من الطفرة التى تعتبر تغيير فى محتوى الشفرة الوراثية، وأن سبب حدوثها هو خطأ فى عملية نسخ الشفرة الوراثية بسبب عدم دقة النسخ أو عوامل خارجية كالإشعاع مثل دخان السجائر، لذا يمكن لهذه الطفرة أن تسبب أمراض مثل السرطان. وأكد حسونة أن معدل الطفرة لدى فيروس سى عالية جداً، وأن البكتيريا تقاوم الأدوية بالطفرة، وهناك طفرة طبيعية للميكروبات ، وتحدث عدة طفرات داخل جسد المريض الواحد والتى تولد أجيالا من فيروسي "سى" مختلفة الأنواع داخل الجسد الواحد، مما يصعب معه قتل الفيروس. الأدوية المعتادة لفيروس "سى" واضرارها الجانبية بين الدكتور محمد أن هناك علاجان معتاد استخدامهما لفيروس "سى" وهما "ريبافرين" و "إنترفيون" ، وأن "الإنترفيون" هو أصلا مادة تفرزها مناعة الجسم لمقاومة الفيروسات، وتم اكتشافه فى الخمسينيات من القرن العشرين، ولكن تم صنيعه كدواء فى بداية الألفينات. وقال عن "ريبافرين" أنه يستخدم فى علاج الفيروسات منذ ثلاثين عاماً دون معرفة الآلية المحددة التى يقتل بها الفيروسات، حتى أظهرت دراسة جديدة فى عام 2014 أن الوظيفة العلاجية له هى توقف عمل قارئ الجينوم داخل الخلية مما يؤدى لزيادة نسبة الانترفيون فى الجسد عن طريق تخفيز الجينات الخاصة به. وتتشابه الأعراض الجانبية لكلا من "الأنترفيون" و "الريبافرين" كحدوث إرهاق وأعراض شبيهة بالأنفلونزا مثل الحمى والصداع وآلام العضلات والغثاين والإسهال، ومن الأعراض الخاصة بالإنترفيون التوتر والاكتئاب والأنيميا ونقص كرات الدم البيضاء، أما "الريبارين" فيسبب الطفح الجلدى.