توصل فريق بحثي مصري إلي اكتشاف وسائل جديدة وحيل غريبة يقوم بها الفيروس الكبدي سي لمقاومة الجهاز المناعي اعتمادا علي نوع معين من البروتينات المكونة له يساعده علي التخفي والهرب من الأجسام المضادة والخلايا المناعية القاتلة, وذلك من خلال الهندسة الوراثية الطبيعية للفيروس, والتي تمكنه من شن هجوم مضاد للانتصار علي الجهاز المناعي, ومن أجل الحفاظ علي معدل تكاثره داخل الكبد, كما فسر البحث الدور الذي يلعبه الفيروس في تقليل كفاءة العلاج بالإنترفيرون. اعتمد البحث علي دراسة الهندسة الوراثية الطبيعية للفيروس سي, وتم التوصل إلي أهم البروتينات المكونة للفيروس والذي يستخدمها في حربه مع الجهاز المناعي وهو بروتين5A ثم تم دراسة شكل وهيكل البروتين ووجد أن له شكلا هندسيا متميزا يمكنه من التفاعل مع مئات البروتينات داخل الجسم مما يجعله مثالا واضحا لهندسة الخالق عز وجل الطبيعية للكون والأحياء حتي الفيروسات. شارك في البحث فريق ضم كلا من الباحثين محمود الحفناوي بمجموعة المعلوماتية الحياتية بمركز التميز العلمي بالمركز القومي للبحوث, وسهير زادة بقسم البيولوجي بالجامعة الأمريكية, وكل من وسام البهيدي, عاطف غلوش, عالية يوسف بقسم الكمبيوتر بكلية الحاسبات بجامعة حلوان, وأظهرت نتائج البحث أن الفيروس يستخدم وسائل عديدة لمحاربة الجهاز المناعي حيث يقوم بتغيير البروتينات السطحية لكرات الفيروس عن طريق طفرات متعددة, كما أنه يسبب شللا في أجهزة الاتصال البروتينية الخاصة بالجهاز المناعي. ويؤكد الدكتور محمود الحفناوي أنه من خلال البحث تم اكتشاف أن البروتينNS5A يقوم بالتفاعل مع شبكة من بروتينات الجهاز المناعي مثل' انترلوكين1' و' انترلوكين8' اللذين يقومان بتقليل كفاءة وفعالية الانترفيرون, وقد تم اكتشاف المنطقة المحددة التي يتفاعل معها البروتين مع الإنترلوكينات, وأيضا التصميم الثلاثي الأبعاد لهذا البروتين, وتم أيضا اكتشاف وسائل أخري لهذا البروتين لمحاربة الجهاز المناعي ودعم تقدم الفيروس عن طريق منع الموت المنظم للخلايا المصابة بالفيروس ودعم نمو الخلايا المصابة وإيقاف نشاط العامل المساعد للانترفيرون3(IRF3) وعدد كبير من التفاعلات مع بروتينات اتصال أخري للجهاز المناعي. ويوضح الباحث أنه بالنسبة للاستجابة للعلاج بالانترفيرون, فقد أكدت الدراسات أن ارتباط الاستجابة بطفرات في هذا البروتين تؤدي إلي ضعفه مع بعض الطفرات في جينات الجهاز المناعي التي تحسن أو تقلل من كفاءته والتي ترتبط بالجنس والعرق والبيئة وعوامل أخري. ويضيف أنه قد تم عرض هذا البحث في مؤتمرين دوليين في سالزبورج بالنمسا' بعنوان الهندسة الورائية الطبيعية والتعديل الجينومي' وفي الولاياتالمتحدة في' المؤتمر الدولي للمعلوماتية الحيوية والأحياء الحاسوبية, كما تم نشره في بحثين منفصلين بالدورية السنوية لأكاديمية نيويورك العلمية بعنوان' التطورات الحديثة في الطب'.