وزير الكهرباء يبحث مع "روسآتوم" مستجدات تنفيذ مشروع الضبعة النووي    حصاد مجلس النواب خلال الجلسات العامة 11 - 12 مايو 2025    جولات مفاجئة ل«أوقاف الإسكندرية» على المساجد لفرض الانضباط وضبط المنظومة الدعوية    انخفاض كبير فى سعر الذهب اليوم الجمعة 16 مايو 2025    وزير النقل يتابع مشروع إنشاء خط سكة حديد «بئر العبد-العريش-رأس النقب»    "الزراعة" تعلن الانتهاء من حصاد 2.4 مليون فدان قمح حتى الآن    سفيرة الاتحاد الأوروبي تشيد بدور مصر في القضية الفلسطينية    ستارمر يلتقى ماكرون وفونديرلاين قبل انعقاد أول قمة بين بريطانيا وبروكسل منذ 2020    الإمارات تهدي ترامب "قطرة نفط واحدة".. والأخير ساخرا: لست سعيد بذلك    استطلاع صادم ل نتنياهو.. تراجع حاد في شعبية الليكود والمعارضة تتقدم ب62 مقعدا    الاتحاد الأوروبي يعد حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا    رئيس برشلونة يعلن تجديد عقد فليك حتى 2027    لابورتا: سنعلن قريبًا عن تمديد عقد فليك مع برشلونة    الزمالك: نتواصل مع فيفا لرفع إيقاف القيد بعد سداد مستحقات بوطيب وباتشيكو    «10 مليون دولار!».. مدرب الزمالك السابق يكشف مفاجأة بشأن عدم بيع زيزو    بحوزتهما 120 طربة حشيش.. حبس عاطلين لاتهامهما بالإتجار فى المخدرات بالبحيرة    مصرع وإصابة 23 عاملًا بينهم أطفال في انقلاب سيارة بالوادى الجديد    فيلم مصري يفاجىء أبطاله.. حقق إيرادات 171.4 مليون جنيه في 44 يوم    إنجلترا والإمارات في أولى منافسات sitfy poland للمونودراما    شاهد| هدى الإتربي في مهرجان كان السينمائي.. صور    محافظ بني سويف يلتقى عددا من المواطنين ويستمع لمطالبهم واحتياجاتهم    تعاون ثلاثي بين الرعاية الصحية وقناة السويس والتأمين الاجتماعي بشأن العاملين بهيئة قناة السويس    الكشف الطبي بالمجان على 1091 مواطنا في قافلة طبية بدمياط    تحركات خارجية بارزة.. زيارتا اليونان وروسيا تتصدران نشاط الرئيس السيسي في مايو (فيديو)    الأمن الاقتصادي يضبط 4323 قضية سرقة تيار كهربائي    منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس    الشعبة العامة للمستلزمات الطبية تناقش الإثنين المقبل مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    عبدالناصر فى «تجليات» الغيطانى    بسنت شوقي تكشف عن حلم حياتها الذي تتمنى تحقيقه    رامي جمال بعد الانتهاء من ألبومه: محتار في الاسم وعايز رأيكم    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الجامع الأزهر    موعد بدء إجازة نهاية العام الدراسي لصفوف النقل والشهادة الإعدادية في القليوبية    وزير النقل يتابع تنفيذ خط السكك الحديدية "بئر العبد - العريش"    أسعار الأسماك في بورسعيد اليوم الجمعة 16 مايو 2025    جماهير برشلونة تحتل الشوارع احتفالا بلقب الليجا    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    مقتل عامل طعنا على يد تاجر مواشي في منطقة أبو النمرس    بعد استثنائها من الدخول المجاني.. أسعار تذاكر زيارة متاحف «التحرير والكبير والحضارة»    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    مفتى الجمهورية: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية ومن يفعل ذلك "آثم شرعا"    مواصفات امتحان اللغة العربية للصف الأول الإعدادي الترم الثاني 2025    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    عدوان متواصل على سلفيت.. الاحتلال والمستوطنون يحرقون منازل ومركبات ويعتقلون السكان    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    طريقة عمل السمك السنجاري فى البيت، أحلى وأوفر من الجاهز    راشفورد لن يواجه مانشستر يونايتد    رئيس رابطة محترفات التنس يحدد موعد تقاعده    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    البلشي: 40% من نقابة الصحفيين "سيدات".. وسنقر مدونة سلوك    د. محروس بريك يكتب: منازل الصبر    توقفوا فورا.. طلب عاجل من السعودية إلى إسرائيل (تفاصيل)    نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    هل يمكن للذكاء الاصطناعي إلغاء دور الأب والأم والمدرسة؟    25 صورة من عقد قران منة عدلي القيعي ويوسف حشيش    دعمًا للمبادرة الرئاسية.. «حماة الوطن» بالمنيا يشارك في حملة التبرع بالدم| صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعثر الحسم الأمريكي بين أوكرانيا وسوريا
نشر في محيط يوم 30 - 03 - 2014

يبدو أن سوريا هي مجال الرد الوحيد المتاح أمام الإدارة الأمريكية هروباً من المواجهة مع روسيا في أوكرانيا . لم يستطع الأمريكيون والأوروبيون توجيه لطمة للروس تساوي وتوازن ما فعلوه في شبه جزيرة القرم التي تحولت فعلياً إلى جزء من روسيا، أو بالأحرى، عادت لتكون جزءاً من روسيا بعد تصويت كل من مجلس الاتحاد (الغرفة العليا في البرلمان الروسي) ومجلس النواب (الدوما)، وتوقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قرار ضم القرم وسيفاستوبول إلى الاتحاد الروسي .
ففي الوقت الذي استبعد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدخلاً عسكرياً أمريكياً في أوكرانيا، مؤكداً استخدام الدبلوماسية في المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص منطقة القرم، وقوله "لن نزج بأنفسنا إلى نزهة عسكرية في أوكرانيا، ولسنا في حاجة إلى إثارة حرب فعلية مع روسيا"، اختارت الإدارة الأمريكية أن تكون تصفية الحسابات مع روسيا في سوريا حيث تدار الحرب بالوكالة بين واشنطن وموسكو عبر حلفاء محليين، كي تبقى المواجهة ويبقى الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا صراعاً غير مباشر عكس الصراع في أوكرانيا الذي كان ينذر بمواجهة عسكرية بين البلدين، ولكنها مواجهة مباشرة ليس في مقدور أحد تقدير حساباتها وحسمها، لكن ما يعرفه الجميع أنها كانت وستبقى "الحرب المرفوضة" منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ودخول السلاح النووي سلاحاً محتملاً في أي مواجهة عسكرية مباشرة أمريكية روسية .
اختار الأمريكيون التصعيد مع روسيا من البوابة السورية، ومن المدخل الدبلوماسي ربما كمبادرة جس نبض لرد الفعل الروسي قبل إجراء مراجعة عن الالتزام الأمريكي بالحل السياسي من دون الحل العسكري للأزمة السورية، نظراً لأن الحل العسكري له حسابات أخرى إيران ليست بعيدة عنها، وكذلك الكيان الصهيوني .
فمن خلال المدخل الدبلوماسي اتخذت واشنطن قراراً يقضي بإغلاق السفارة السورية في واشنطن، وأبلغت سوريا رسمياً (18-3-2014) وقف العمل بسفارتها في واشنطن، وأمرت الدبلوماسيين العاملين فيها بمغادرة البلاد إذا لم يكونوا مواطنين أمريكيين، كما أبلغت واشنطن دمشق أنها لن تكون قادرة، بعد الآن، على تشغيل قنصليتيها في "روى" بولاية ميتشغان، و"هيوستن" بولاية تكساس، مشيرة إلى عدم شرعية حكم نظام الرئيس بشار الأسد .
القرار الأمريكي برره جون كيري وزير الخارجية بأنه اتخذ بسبب "عدم شرعية نظام الأسد"، وقال "إن النظام السوري يهاجم المدنيين عشوائياً، ولذلك فقد شعرنا بأن فكرة وجود السفارة مع تمثيل لا نأخذه على محمل الجد هو إهانة، ولذلك أغلقناها" .
هذه التفسيرات غير مقنعة لأن الولايات المتحدة في مواجهة عنيفة مع نظام الأسد منذ تفجر الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير في سوريا قبل ثلاث سنوات، ولجأت واشنطن إلى استخدام أدوات عسكرية وأخرى غير عسكرية لإسقاط نظام الأسد، لكنها لم تلجأ إلى اتخاذ قرار بإغلاق السفارة السورية في واشنطن، وكذلك إغلاق القنصليتين في ولايتي ميتشغان وتكساس، وهي خطوة سوف تضر بنحو مليون سوري يقيمون في الولايات المتحدة، حسب قول مسؤول سوري رأى أن القرار الأمريكي ليس إلا مقدمة لخطوات تصعيدية أمريكية أخرى .
هناك من فسر القرار الأمريكي بأن محاولة استباقية للتضييق على الانتخابات الرئاسية السورية المحتملة في يونيو/ حزيران من هذا العام عبر منع القنصليتين، وكذلك السفارة السورية في واشنطن، من فتح أبواب التصويت للسوريين المقيمين بالولايات المتحدة في هذه الانتخابات، لكن موسكو فهمت القرار بشكل آخر بعيداً عما جاء في بيان وزارة الخارجية السورية التي ركزت على التنديد بالقرار فقط ووصفه بأنه "إجراء تعسفي" و"بدعة سياسية وقانونية" و"نسف للمبدأ القانوني الأساسي بالعمل القنصلي"، فقد رأت روسيا أن الولايات المتحدة تخلت عن الدور "الراعي" لمفاوضات السلام في سوريا عبر إغلاقها السفارة السورية، وقالت وزارة الخارجية الروسية "عبر اتخاذ خطوة أحادية كهذه، فإن شركاءنا الأمريكيين يحرمون أنفسهم عملياً من دور الراعي لعملية التسوية السياسية في سوريا، وهم أصبحوا، طوعاً أو كرهاً، لعبة في يد المعارضة السورية الراديكالية التي تضم في صفوفها إرهابيين يرتبطون بتنظيم القاعدة" .
لم يكتف بيان الخارجية الروسية بذلك، لكنه أشار إلى أن موسكو نظرت إلى هذه الخطوة ب "قلق وخيبة أمل"، ورأت أنها تعارض الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الكبرى في مؤتمر جنيف في يونيو/ حزيران 2012 مؤتمر "جنيف - 1" حول مرحلة انتقالية "لا تحدد مستقبل الأسد" . كما اتهم البيان الروسي واشنطن بإعطاء الأولوية لتغيير النظام، وأن "هدف تغيير النظام في دمشق يتقدم على مهمة نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا، ومساعدة ملايين السوريين الذين عانوا الصراع المسلح" .
روسيا بهذه المكاشفة والصراحة المتعمدة في الرد على قرار إغلاق مقار البعثة الدبلوماسية السورية في الولايات المتحدة، أدركت أنها ربما تكون المعنية بصفة أساسية من هذه الخطوة، وأن الأمريكيين يصعّدون في سوريا لعجزهم عن التصعيد في القرم وأوكرانيا مع روسيا، وبالتالي فإن السؤال عن مدى وإمكانية استمرار التنسيق الروسي - الأمريكي بخصوص الحل السياسي للأزمة السورية؟ وهل يمكن فعلاً أن تتراجع واشنطن عن التزامها بالحل السياسي وتعطي الأولوية للحل العسكري، عبر تكثيف الدعم العسكري للمعارضة، ما يعني إمكانية حدوث انقلاب في مجريات الأزمة السورية؟
التطورات المتلاحقة في مجرى الأزمة السورية ابتداء من قرار القمة العربية بالكويت، دعوة رئيس الائتلاف السوري للمعارضة أحمد الجربا إلى التحدث أمام القمة، مروراً بالمعارك التي تخوضها في مناطق متفرقة بسوريا، خاصة معركة الساحل والأسلحة المتطورة التي استخدمت فيها من جانب قوات المعارضة، وبالذات في معركة "كسب"، وأخيراً إسقاط تركيا لطائرة سورية كانت تحلق داخل الأراضي السورية فوق المنطقة نفسها، كلها تطورات تحمل معاني التصعيد .
هل هذا التصعيد يمكن عدّه مقدمة لإعادة ترتيب أوضاع المعارضة لاحتواء نجاحات النظام العسكري في الأشهر الأخيرة والتي شجعت الرئيس الأسد على البدء في إجراءات ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة .
شهادة روبرت فورد السفير الأمريكي السابق في سوريا بحق المعارضة تؤكد أن المعارضة في مأزق كبير في علاقاتها الداخلية، وجاءت الخلافات السعودية القطرية لتفاقم من مأزق المعارضة في ظل الاتهامات السعودية لقطر بدعم منظمات إرهابية تكفيرية منها منظمات تقاتل داخل سوريا، لتؤكد عمق هذا المأزق الذي مع بقائه يصعب الحديث عن حسم عسكري للأزمة السورية، وهذه أمور لا يغفل المسؤولون الأمريكيون عن إدراكها .
إن الأزمة في سوريا ستبقى رغم كل تصعيد دون حسم خارجي، وإن الحسم سيبقى داخلياً .
نقلا عن صحيفة " الخليج" الاماراتية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.