قالت دراسة سياسية إسرائيلية إن الإجراءات التي تتخذها دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية السعودية ضد جماعة الإخوان المسلمين وبعض الحركات الإسلامية، التي تظل من وجهة نظرهم تمثل تهديدا للأمن القومي لتلك البلدان، تصب في مصلحة إيران في المقام الأول. وأضافت الدراسة التي نشرها مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، التي قادها عوديت عيران السفير الإسرائيلي السابق بالأردن، وجويل جونسينسكي رئيس الشؤون الخليجية في المركز البحثي، أن الإجراءات الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجي ضد ما وصفتهم بالحركات الإسلامية، عززت من نفوذ إيران بالمنطقة، أو قد تسمح لها بمزيد من المناورة في ظل انحدار واضح لنفوذ الولاياتالمتحدة وحالة الاستقطاب التي تعيشها المنطقة. وشككت الدراسة التي جاءت بعنوان "الإسلام السياسي في حالة الدفاع عن النفس"، في قدرة الإجراءات التي اتخذتها السعودية ضد الإخوان المسلمين في اقتلاع جذورهم من تلك الدول، مشيرة إلى أن الأزمة التي يمر بها مجلس التعاون الخليجي في الآونة الأخيرة تعد هي الأكثر أهمية منذ تأسيسه في 1981، فهي تعكس مدى خيبة الأمل السعودية حيال التصرفات القطرية في المنطقة. وألمحت الدراسة الإسرائيلية إلى أن العائلة الحاكمة في السعودية تخشى من أن تستطيع تلك الحركات من تعبئة الشعب ضدها، وهو ما يظهر –بحسب الدراسة- جليا في سياسات مجلس التعاون الخليجي الداخلية والخارجية حيال موقفهم من جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها، مؤكدة أن ما تخشاه السعودية هو ما يبحث عنه الإخوان المسلمين –على حد وصفها- من إنشاء نظام سياسي مبني على رغبة الشعب التي تظهر من خلال صناديق الانتخابات. ورأت الدراسة أن تلك المخاوف السعودية، هي ما جعلتها تؤيد ما وصفته ب"الانقلاب العسكري" في إشارة إلى الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية بعد رغبة شعبية كاسحة، مضيفة أن دعمها المالي والسياسي للنظام الحالي بمصر وضع السعودية في مواجهة سياسية ضد واشنطن، لتأكيد دعمها للقادة الحاليين بمصر، على حد قولها.