استعانت شرطة غزة لأول مرة في عمليات بحثها عن المخدرات، والمتفجرات، ب "كلاب بوليسية" مدربة، استقدمتها عبر مصر نهاية عام 2012، وعكفت على تدريبها، بعد تلقي عددًا من أفراد طاقمها دورات متخصصة في الخارج. وأنشأت وحدة الكلاب البوليسية في جهاز شرطة غزة، في ديسمبر، عام 2012، وتم استخدامها فعليًا قبل نحو خمسة أشهر. وقال النقيب محمد البُرنية، مسؤول وحدة الكلاب البوليسية "K9" في الإدارة العامة لوحدة مكافحة المخدرات في شرطة غزة، إن "وحدته كانت قد أرسلت عددًا من أفرادها لتلقي تدريبات مكثفة بهذا الخصوص في مصر (قبل سيطرة الجيش على السلطة بداية شهر يوليو من العام الماضي)". وتابع: "يبلغ عدد الكلاب 16، وهو عدد محدود جدا في وحدتنا، إضافة لقلة الإمكانات والخبرة، إلا أنها ساهمت بشكل جيد جدًا في عمليات الكشف عن المخدرات وضبط مروجيها، حيث شاركت بنسبة 30% من مهامنا مؤخرًا وكللت جميعها بالنجاح". وتضم وحدة مكافحة المخدرات عددا محدودا من الكلاب البوليسية، وبعضها من أصول بلجيكية وألمانية، وفق البرنية. ولجأ جهاز مكافحة المخدرات لاستحداث وحدة الكلاب البوليسية، "لتفادي بعض الصعوبات التي يواجهها أعضاءه في عمليات البحث عن أماكن إخفاء المخدرات وخاصة إذا كانت مدفونة في أراض زراعية واسعة"، كما قال البرنية. وأوضح أنه يتم استخدام الكلاب في مجالات أمنية عدة منها البحث عن المخدرات، والكشف عن المتفجرات، وتفتيش الشاحنات القادمة عبر المعابر، والحراسة، والعثور على الأشخاص المصابين والقتلى. وتتراوح أعمار الكلاب بين العامين والثلاثة أعوام، ويحمل بعضها اسم "بودا، لوسي، ماكس". وتسعى شرطة غزة إلى توسيع وحدتها الجديدة، وإحضار كلاب بوليسية أخرى، واستخدامها في مجالات أكثر، حيث تحاول إرسال أفراد من طاقمها لتلقي دورات في الخارج، إلا أن الحصار الإسرائيلي وإغلاق معبر رفح يحول دون ذلك، كما يؤكد البرنية. وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح البري والمنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة، بشكل شبه كامل، وتفتحه على فترات متباعدة بشكل جزئي أمام الحالات الإنسانية فقط، منذ بداية يوليو من العام الماضي. وتتهم السلطات المصرية حركة "حماس" التي تدير غزة، بالتدخل بالشأن الداخلي المصري والمشاركة في تنفيذ "عمليات إرهابية وتفجيرات" في مصر، وهو ما تنفيه الحركة بشكل مستمر. ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي دخل عامه الثامن على التوالي، وفرضته إسرائيل عقب فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعة عام 2006، وشددته في عام 2007.