أعلن مسئول أممي أن 6.1 مليون شخص يحتاجون لمساعدات إنسانية ملحة في السودان، منهم 3.3 مليون شخص في إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد. وقال جون جنج مدير العمليات بمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم اليوم الثلاثاء، في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام، ضمت إلى جانبه مديري وحدات الطوارئ بالأممالمتحدة، إن "النزاعات الأخيرة بإقليم دارفور أدت إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص إضافة لمليوني نازح سابق" بحسب وكالة أنباء "الأناضول" . وأضاف أن عدد المحتاجين للمساعدات الإنسانية ارتفع بنسبة 40 % عن العام الماضي، مشيرا إلى وجود 500 ألف طفل يعانون من سوء التغذية. وطالب جنج المجتمع الدولي بعدم "تجاهل الأوضاع الإنسانية في السودان بسبب الانشغالات في بقية المناطق المضطربة"، ودعا طرفي النزاع إلى امتلاك "الشجاعة لوقف الحرب لأنها الحل لوقف معاناة السكان". ويخوض الجيش السوداني منذ 2003 حربا ضد ثلاث حركات متمردة بإقليم دارفور غربي البلاد، خلفت 300 ألف قتيل وشردت أكثر من مليوني شخص، بحسب إحصائيات أممية. ويحارب الجيش السوداني أيضا الحركة الشعبية قطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان التي تتهمها الخرطوم بدعمهم. من جهته، قال منسق مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدةبالخرطوم، علي الزعتري، إن مكتبه "حصل فقط على 8% من أصل 995 مليون دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية لعام 2014". وقال علي آدم مسئول مفوضية العون الإنساني الحكومية إن "الاحتياجات الإنسانية تبلغ 2 مليار دولار وهو ضعف الرقم الذي خصصته الأممالمتحدة حيث تسعى الحكومة ومنظمات المجتمع المدني المحلية لتقليص الفارق". وقالت شبكة "نظام الانذار المبكر بالمجاعة" التابعة للأمم المتحدة في أحدث تقرير لها صدر في فبراير الماضي إن "3.3 مليون شخص بالسودان يعانون من مستويات متأخرة من انعدام الأمن الغذائي في السودان 71 % منهم في دارفور و20 % في ولاية جنوب كردفان و6 % في ولاية النيل الأزرق، و3 % في منطقة أبيي (متنازع عليها بين الخرطوم وجوبا)". والمستويات المتأخرة التي يقصدها التقرير هي مستوى "الإجهاد" الذي يمثل المرحلة الثانية من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي ومستوى الأزمة الذي يمثل المرحلة الثالثة. وتوقعت الشبكة أن يتعرض النازحون لمستوى "الطوارئ" والذي يمثل المرحلة الرابعة في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية قطاع الشمال المتمردة في ولاية جنوب كردفان بحلول أبريل المقبل. وأوضح التقرير أنه من المحتمل أن يزداد هذا العدد ليصل إلى 4 ملايين شخص مع البداية المبكرة لموسم الجفاف في شهري مارس الجاري وأبريل المقبل. وتقدر الأممالمتحدة عدد المتضررين من النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق بنحو 1.2 مليون شخص. وقال مدير مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية بالخرطوم مارك كتس في أغسطس الماضي أن مكتبه الذي يعد من أكبر المكاتب حول العالم يعاني عجزا في تمويل أنشطته في مناطق النزاعات بسبب الأزمة المالية العالمية ووجود مناطق منافسة مثل سوريا.