وصف مدير مكتب الأممالمتحدة للشئون الإنسانية بالخرطوم،مارك كتس، السيول والأمطار التي اجتاحت عدداً من الولايات بالحرج ،مشيراً الى ان اكثر من 147 ألف شخص تأثروا بها بجانب انهيار آلاف المنازل،ووفاة العشرات من السودانيين في العاصمة والولايات ،واشتكى من ضعف الاستجابة للنداء الذي وجهته المنظمة الدولية بتوفير مليار دولار،لم يتسلموا منها سوى 40 ورأى في الوقت نفسه ان معدلات سوء التغذية في السودان تجاوزت المسموح به عالمياً بتسجيل ما نسبته 16% . وقال كتس في مؤتمر صحفي أمس بالخرطوم،بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني ،ان المنظمة الدولية لديها في السودان واحدة من اكبر العمليات الإنسانية في العالم،مبيناً ان نحو 4.5 مليون شخص يحتاجون لمساعدات ،منهم أكثر من مليونين في دارفور حسب احصائية عام 2013 ،بينهم 1.4 مليون شخص يعيشون في معسكرات وذلك وفقاً للتحقيق الذي اجرته الأممالمتحدة «بصمات الاصابع»،منوها الى ان هناك اعدادا اخرى لم تتمكن الفرق من الوصول اليها. وقال ان هناك اكثر من مليون شخص في النيل الازرق وجنوب كردفان ،تأثروا بصورة بالغة بسبب النزاع ويحتاجون الى مساعدات ،بينما 400 ألف من جنوب السودان يخيمون في العراء ينتظرون الفرصة للعودة لبلادهم ،و 150 ألفا،بحسب تقديرات الحكومة السودانية والهلال الاحمر السوداني، اضطروا لمغادرة منازلهم بسبب موجة الفيضانات التي اجتاحت عدداً من الولايات . وأوضح مسئول الاممالمتحدة انه في ال 10 سنوات الماضية قتل 47 من العاملين في دارفور وحدها واصيب 139 آخرون،بينما تعرض 71 عاملاً للاختطاف،كما قتل 51 من قوات يوناميد 13 منهم في العام الماضي،واشتكى من ان عدد العاملين في القطاع الصحي في دارفور اقل ب 5 مرات من الحد الذي تحدده الأممالمتحدة. وكشف كتس ان 1.8 مليون طفل في السودان لايذهبون للمدرسة وفقا للارقام التي توردها الحكومة،معظمهم في المناطق المتأثرة بالنزاعات،وان سوء التغذية تجاوز المعدل المسموح به في العالم 15% ، حيث بلغ 16% حسب آخر مسح ،مشيراً الى ان اعلى معدل سجل في ولاية البحر الاحمر،مؤكداً ان الأممالمتحدة تتوقع ان يتجاوز الرقم 750 ألف طفل العام القادم. وقال كتس ،ان العمليات الإنسانية في جنوب كردفان والنيل الازرق تواجه شحاً في التمويل بصورة حادة،مشيراً الى ان مكتبه اضطر لاستخدام المخزون الاحتياطي "طوارئ". وأكد كتس ان المتأثرين من الفيضانات والسيول في جميع انحاء السودان بلغ عددهم 147 ألفاً ، منهم اكثر من 85 ألفا اضطروا لمغادرة مساكنهم في الخرطوم بسبب الأمطار والسيول،بعد ان انهارت منازلهم تماما،وتوفي 28 شخصا، وفي نهر النيل تأثر نحو 15852 وتوفي شخصان ،وفي ولاية الجزيرة بلغ عدد المتأثرين 9900 وتوفي شخص واحد،وقال ان "هذه كارثة" ومستعدون لتقديم المساعدات،ولكن المشكلة ليست في الخرطوم وحدها لان هناك اماكن أخرى كالجزيرة وشمال السودان. وقال ان المنظمة الدولية اطلقت نداء بنحو مليار دولار،تسلمنا فقط 40% من المبلغ وهو اقل من المطلوب بكثير،لاننا في مثل هذا الوقت من العام نكون قد تلقينا غالب الاموال المطلوبة عادة،وهناك تأثير للأزمة العالمية ومن الصعب الحصول على تمويل،في وجود أزمات اخرى كبيرة كما في سوريا.