ألقى الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة" إيسيسكو " كلمة في افتتاح المؤتمر الإسلامي الثاني لوزراء الشباب والرياضة في جدة أمس، قال فيها إن العالم الإسلامي في أشد الحاجة إلى العناية الفائقة بالشباب من جميع الوجوه ومنها العناية بالرياضة وجعلها ثقافة عامة للشباب، لتحصينه ضد المؤثرات السلبية التي تضعف الشخصية، والتي تؤدي إلى الانحراف بأشكاله المختلفة، خلقيا و فكريا و عقائديا و اجتماعيا . و أكد أن لا سبيل للوقاية من هذه المؤثرات السلبية والسالبة للإرادة الحرة وللقدرة على التصرف السليم والسلوك السوي، سوى سبيل التربية الدينية الرشيدة والتربية الوطنية القويمة والتربية الرياضية المتكاملة، وتحصين الذات بالعلم لاكتساب المعرفة وبالتدريب والتأهيل لامتلاك الخبرة، مع التثقيف المواكب لمراحل النمو، والتوعية بالتحدّيات التي تواجه المجتمعات الإسلامية وبالمخاطر المترتبة عليها. وقال الدكتور عبد العزيز التويجري إنَّ الشباب في العالم الإسلامي أصبحوا عرضة لجملة من التأثيرات غير السوية التي قد تفضي بهم تحت الضغوط المتزايدة في عالم متقارب سقطت فيه الحواجز، إلى انتهاج أنماط من السلوك البعيد عن الاستقامة، فتكون العواقب وخيمة. وأضاف أن الأمة تفقد بذلك أهمّ رصيد مدخر لها لبناء المستقبل، مشيرًا إلى أن استقامة الشباب ليست أخلاقية فحسب، ولكنها إلى ذلك، استقامة فكرية وثقافية ووجدانية وجسمانية، تغطي جميع جوانب الشخصية الإنسانية، ومؤكدًا أن تلك هي إحدى المهام الرئيسة التي يجب أن ينهض بها وزراء الشباب في دول منظمة التعاون الإسلامي ويولوها العناية الكافية. كما أكد الدكتور التويجري أن المسؤولية التي يتحملها وزراء الشباب والرياضة في دول منظمة التعاون الإسلامي، تَتَسَاوَى من حيث الثقل وتَتَكَامَل من حيث المحتوى، مع المسؤولية الكبيرة التي ينهض بها زملاؤهم وزراء التربية والتعليم الذين ذكر أنهم سيجتمعون في أوائل العام المقبل في إطار مؤتمر الإيسيسكو الأول لوزراء التربية والتعليم الذي سيعقد في باكو عاصمة جمهورية آذربيجان. وقال إن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وتقديرًا منها لأهمية دور الشباب في بناء الأوطان وتنميتها على المستويات كافة، ووعيًا بأهمية الرياضة وبحيويتها، فإنها تولي عناية مركزة بثقافة الشباب، حيث تنفذ البرامج والأنشطة الخاصة بهم داخل الدول الأعضاء وفي المجتمعات الإسلامية خارجها. وأوضح أن هذه البرامج تشمل تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية حول قضايا الشباب، وإقامة المخيمات للتثقيف والتوعية، وتخصيص جوائز تشجيعية للمبدعين من الشباب، وإصدار البحوث والدراسات التي تتناول قضايا الشباب، وتعزيز قدرات الدول الأعضاء في مجال رعاية الشباب وتأهيل الكفاءات المتخصصة للنهوض بهذه المهام من خلال التدريب والمنح الدراسية في مجالات المعرفة المختلفة، والاشتراك مع منظمات دولية وإقليمية في تنفيذ بعض من هذه الأنشطة، للاستفادة من الخبرات الدولية والتجارب الرائدة. وذكر أن هذه جهود متواصلة في جميع خطط العمل الثلاثية تبذلها الإيسيسكو منذ تأسيسها في سنة 1982 حتى اليوم. وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن الرياضة هي مقوّم من مقوّمات بناء الشخصية، وهي للشباب تنمية ٌ للجسم، وترقية ٌ للوجدان، وتهذيب للنفس، وتغذية ٌ للعقل. ولذلك قيل (العقل السليم في الجسم السليم). وقال إن الربط بين الشباب والرياضة له من المبررات القوية ما يقضي بأن تكون الرياضة ضرورة من الضرورات الحيوية لتنشئة الأجيال الصاعدة. وتحدث الدكتور التويجري عن أهمية المؤتمر الإسلامي لوزراء الشباب والرياضة، فقال إنه ينطلق من اقتناعنا المشترك بأن الشباب هم زهرة الحاضر وأمل المستقبل، وبأن الاهتمام بالشباب من حيث بناء الشخصية، وترقية الفكر، وتهذيب الوجدان، هو واجبٌ ومسؤولية ورسالة، يؤكد الإرادة الجماعية في تنشئة الأجيال الجديدة على أقوم الأسس المادية والنفسية، مؤكدًا أن الشباب هم الأولى بهذه الرعاية المتكاملة من غيرهم؛ لأنهم في طور تشكيل الشخصية السوّية القادرة على البذل والعطاء لما فيه للمجتمع الخيرُ والنماء.