قال العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز إن الشباب هم ثروة الأمم التى لاتقدر بثمن، مشيرا إلى أن تنامي أعداد الشباب في العالم الإسلامي لهو نعمة وهبة متى ما أحسن الاستفادة منها، مؤكدا أن "الاستثمار في الشباب" هو أقصر الطرق لبلوغ أهداف وغايات التنمية الشاملة واستدامتها ومن هنا تأتي أهمية الاعتناء بفئة الشباب , وإعدادهم علميا وصحيا ونفسيا وبدنيا لمواجهة متطلبات الحاضر , وتحديات المستقبل. جاء ذلك فى كلمة العاهل السعودى فى افتتاح أعمال المؤتمر الثاني لوزراء الشباب والرياضة بالدول الإسلامية مساء اليوم والتى ألقاها نيابه عنه الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس الاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي رئيس مكتب الإشراف والتنسيق لشباب الدول الإسلامية. ودعا العاهل السعودى المسؤولين عن الشباب في العالم الإسلامي المبادرة إلى النأي بالشباب عن الانخراط في الصراعات والخلافات التي تؤججها العولمة بمختلف مكوناتها وتحذيرهم من الانسياق وراء دعوات العنف والتطرف والتكفير, التي تصرف الشباب عن مهماتهم الكبرى في طلب العلم النافع, والعمل المنتج والتعاون البناء بدلا من التزام الشعارات التي تكرس الكراهية والعداء للآخرين. وأعرب عن أمله فى تبنى قرارات تسهم في رقي شباب الدول الإسلامية حتى يكونوا في محل المسؤولية تجاه دينهم وأوطانهم , ويكونوا خير سفراء لهذا الدين العظيم بمايحملونه إلى العالم من قيم الاتحاد والتعاون , وقيم المحبة والتسامح , وقيم البذل والعطاء , وقيم التنمية والبناء , وقيم الحوار والتفاهم , مستحضرين في ذلك قول الله عز وجل "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا". من جهته، حذر المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري من أن الشباب في العالم الإسلامي أصبحوا عرضة لجملة من التأثيرات غير السوية التي قد تفضي بهم تحت الضغوط المتزايدة إلى انتهاج أنماط من السلوك البعيد عن الاستقامة فتكون العواقب وخيمة وبذلك تفقد الأمة أهم رصيد مدخر لها لبناء المستقبل مؤكدا أن المسؤولية التي يتحملها وزراء الشباب والرياضة في دول منظمة التعاون الإسلامي تتساوى من حيث الثقل وتتكامل من حيث المحتوى مع المسؤولية الكبيرة التي ينهض بها وزراء التربية والثقافة. وقال إن العالم الإسلامي الذي يتمثل اليوم في هذا المؤتمر هو في أشد الحاجة إلى العناية الفائقة بالشباب من جميع الوجوه ومنها العناية بالرياضة بجميع أنواعها وجعلها من مكونات الثقافة العامة للشباب لتحصينه ضد المؤثرات السلبية التي تؤدي إلى الانحراف بأشكالها المختلفة". وأكد أن الرياضة من مقومات بناء الشخصية وهي للشباب تنمية للجسم وترقية للوجدان وتهذيب للنفس وتغذية للعقل ولذلك كان الربط بين الشباب والرياضة له من المبررات القوية ما يقضي بأن تكون الرياضة ضرورة من الضرورات الحيوية لتنشئة الأجيال الصاعدة". وأشار إلى أن المنظمة الإسلامية والعلوم والثقافة تولي عناية كبيرة بثقافة الشباب حيث تنفذ البرامج والأنشطة الخاصة بهم داخل الدول الأعضاء وفي المجتمعات الإسلامية وخارجها، ومنها تنظيم المؤتمرات والندوات العلمية حول قضايا الشباب وإقامة المخيمات للتثقيف والتوعية وغيرها. بدوره استعرض الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد أمين مدني في كلمته مجموعة من التحديات التي تواجه الشباب في العالم الإسلامي، وفي مقدمتها العيش في بيئات يتقاذفها الانشقاق الطائفي والصراع المذهبي ونبذ الآخر، إضافة إلى التطرف ، وكيف أن بعض المجموعات التي تتحدث باسم الإسلام ، صورت الإسلام على أنه لا يتعدى مجموعة من الطقوس لا مجموعة من القيم المتكاملة، داعيا إلى عدم ترك الفرصة أمام أي مجموعة لاختطاف ديننا. وقال "إن الشباب في العالم الإسلامي يشعرون بالإحباط لكبر التحديات، مشيرا إلى الاضطهاد الذي يتعرض له الشباب الفلسطيني، والإقصاء في جمهورية أفريقيا الوسطى.وكذلك مايواجه الشاب المسلم فى ميانمار من تحد يتمثل في استئصال الهوية. ودعا إياد مدني إلى إطلاق الأمل أمام الشباب في العالم الإسلامي والتعاون معهم وإتاحة الفرصة لممارسة حق التجريب والانطلاق والتعبير وتشجيعهم لصنع القالب الذي يرونه مناسبا لحياتهم. وأكد إلى أن منظمة التعاون الإسلامي ملتزمة بتنمية الشباب وتمكينهم أخلاقيا وفكريا من خلال مبادرات وبرامج عديدة تساعد الشباب على أن يخدموا مجتمعاتهم وأن يسهموا في بناء وحفظ السلام والاستقرار، وتعزيز ثقافة التسامح والاحترام. ولفت إلى أنه من منطلق هذه الرؤية، أنشئت في الأمانة العامة للمنظمة إدارة شؤون الأسرة تتضمن أنشطتها التعامل مع القضايا التي تتعلق بالشباب، وذلك بالتنسيق الوثيق مع أجهزة منظمة التعاون الإسلامي الأخرى الناشطة في مجال الشباب والتي من بينها الاتحاد الرياضي لألعاب التضامن الإسلامي، والاتحاد العالمي للكشاف المسلم، ومنتدى شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون.