في مراسم زواج أشبه ما يكون "بألف ليلة وليلة"، تزوجت "الأميرة فوزية" أو جميلة الجميلات كما كان يطلق عليها من شاه إيران "محمد رضا بهلوي"، في عام 1939 في حفل زفاف أسطوري لم تشهده القاهرة منذ زفاف "الملك فاروق" على "الملكة فريدة". أقيم الحفل في 16 مارس 1939 وحضره كبار رجال الدولة وعظمائها، ولم يكن هذا الحفل هو آخر الاحتفالات بهذه المناسبة السعيدة؛ بل نظمت أكثر من حفل أهمهم الحفل الذي أقامته "الملكة نازلي" والدة الأميرة فوزية في قصر القبة، مساء الأربعاء 29 مارس. حفل زفاف أسطوري مع وصول ولي العهد الإمبراطوري "محمد رضا" عزفت الفرقة الموسيقية السلام الإمبراطوري الإيراني، كما كان موكب العروسين يتألف من عشرين فتاة بالملابس البيضاء يحملن أبدع الورود. غنت أم كلثوم وقتها نشيد "الزفة " المصري الذي أعده بديع خيري خصيصاً لهذه المناسبة؛ فكان في قوله ولحنه وحنانه مليئاً بالروح القومية فياضاً باللون الشرقي الجميل، وشاركها في إحياء الحفل " بديعة مصابني" برقصة ريفية بارعة مع ست راقصات، مصحوبة بالغناء الريفي الجميل. بالإضافة إلى المطرب اللبناني "محمد البكار" الذي شارك بلحنٍ تقليدي ومعه أعضاء النادي اللبناني في عدة رقصات وأغاني لبنانية بارعة فيها سحر الشرق والتغني بعظمته، صاحبها الأستاذ "فاضل شوا" بقيثارته الرائعة. أصغر إمبراطورة في العالم تسارعت المجلات والصحف الصادرة في ذلك الوقت في وصف مظاهر الحفل وتفاصيله الدقيقة، ولم ينتهي الأمر عند ذلك؛ بل استمر الاحتفال بعد سفرها إلى إيران، وتم زفافهما مرة أخرى في طهران. كانت الأميرة فوزية تحمل الخير لزوجها فبعد عامين من زواجهما تقلد محمد رضا مقاليد الحكم في إيران بعد تنحى أبيه عن العرش، وأنجبت طفلتهم الوحيدة الأميرة "شاهيناز بهلوى" لتصبح ‘'فوزية'' أصغر امبراطورة في العالم. خطة فاروق لم يستمر الأمر طويلا؛ حيث طلقت الامبراطورة فوزية عام 1945 وتعددت أسباب فشل هذا الزواج، من بينها زيادة المتاعب بين فوزية وبين حماتها ‘'الامبراطورة تاج الملوك'' وشقيقات زوجها خاصة شقيقته التوأم ‘'أشرف الملوك" وكان عدم إنجاب فوزية لولي العهد سببا إضافيا في نهاية هذا الزواج الاسطوري. كما أوضحت مصادر مقربة من الملك فاروق،أن فاروق كان من بين الأسباب الرئيسية في طلاق الأميرة فوزية، حيث دبر مؤامرة لإنهاء زواجه من فريدة، ولم يكن يريد أن يكون هو الملك المسلم الوحيد، الذي يقدم على الطلاق فلم يجد أمامه سوى شاه إيران لتوريطه في نفس المصير وحتى تكون فوزية بجواره بعد طلاقه وتقوم بالمهام الملكية التي تقوم بها فريدة. خطط فاروق جيدا لإنهاء زواج أخته على حساب سمعتها وسمعة أسرته الملكية، حيث ادعى أن حياة فوزية في خطر لأنها معرضة للقتل في إيران، نتيجة علاقة حب تجمعها بشاب آخر غير زوجها وأنها مهددة بالفضيحة؛ فقام بدعوة أخته لزيارة مصر وفور وصولها خطفها وحبسها في قصر "أنطونيادس" لينفذ خطته وأجبرها على كتابة رسالة إلى زوجها تطلب فيها الطلاق. توتر العلاقات بين مصر وإيران وحدث بالفعل وطلق الشاه الإمبراطورة فوزية وكان هذا الطلاق سببا في توتر العلاقات بين مصر وإيران لفترة ليست بالقصيرة وتزوج بعدها شاه إيران الإمبراطورة "ثريا إصفندياري"، وبعدها تزوج من الإمبراطورة "فرح ديبا" وانتهت حياته معها. أما فوزية ظلت في مصر بعد طلاقها حتى تقدم لخطبتها العقيد ‘'إسماعيل بيك شيرين'' وتزوجا في 1949، أنجبت منه ‘'نادية وحسين'‘. https://www.youtube.com/watch?v=HwNqoj3j1B4 https://www.youtube.com/watch?v=tDamexw0qew