شارك المئات من أكراد العراق في إحياء الذكرى السنوية 26 لقصف مدينة "حلبجة" بالأسلحة الكيمياوية، والذي أقيم في مدينة حلبجة العراقية الكردية، القريبة من الحدود مع إيران. وأشارت وكالة "الأناضول" الإخبارية إلى أن تجمع العديد من سكان المدينة حول "نصب الشهيد"، الذي أقيم فيها تخليدا لذكرى أكثر من خمسة آلاف من أهلها، قتلوا عندما ضرب النظام العراقي السابق المدينة بالأسلحة الكيمياوية، ورفع البعض أعلاما كردية، بينما رفع آخرون صور الضحايا. ومن ضمن مراسيم إحياء الذكرى السنوية 26 لقصف حلبجة بالكيمياوي، وتقديراً لجهود الصحفيين تم اليوم رفع الستار عن تمثال شخص يمثل الصحفي كتب عليه أسماء 28 صحفيا شاركوا في تصوير الفاجعة. كما أحيا سكان مدن أربيل والسليمانية وكركوك ودهوك، اليوم، الذكرى نفسها، وتوقفت الحركة في الساعة الحادية عشرة صباحا "8:00 تغ"، ودقت صفارات الإنذار لمدة خمس دقائق، في إشارة الى وقوع الحادثة بهذا التوقيت يوم 16 مارس/آذار العام 1988. وفي بغداد وقف أعصاء مجلس النواب العراقي (الغرفة الأولى للبرلمان)، اليوم الأحد، دقيقة حدادا على ضحايا قصف مدينة حلبجة. وكانت الطائرات العراقية قد قصفت في حينها، إبان الحرب العراقيةالإيرانية، مدينة حلبجة بالقنابل والصواريخ المزودة بمزيج من غاز الخردل والسارين وخليط آخر يشل الأعصاب، بعد أن انسحبت القوات العراقية منها. وأدى القصف إلى مقتل ما بين خمسة وسبعة آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال من الكرد العراقيين، وأصيب أيضا ما بين سبعة وعشرة آلاف آخرون، كان أغلبهم من المدنيين. وخلال السنة تلتالية مات آلاف من سكان البلدة جراء المضاعفات الصحية والأمراض والعيوب الخلقية التي سببتها الأسلحة الكيمياوية. وقالت الحكومة العراقية حينها إنها كانت تحاول طرد القوات الإيرانية التي تسللت الى المدينة، بينما يقول الأكراد إن قوات البيشمركه الكردية هي التي استولت عليها وأن القوات العراقية استخدمت السلاح الكيمياوي في محاولة لطردهم منها. وتعتبر مذبحة حلبجة أسوأ هجوم كيمياوي يشن على مدنيين في تاريخ البشرية, وما زال العديد من سكان حلبجة يعانون من تأثيرات الغازات السامة التي تعرضوا لها في ذلك اليوم. وفي السياق ذاته, قال المصور الفوتوغرافي الكردي - التركي رمضان اوزترك، لوكالة الأناضول، "لو كان للمجتمع الدولي موقف حازم من قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي, لما تجرأ نظام الأسد باستخدام السلاح الكيمياوي في وجه المدنيين والمعارضة السورية اليوم". ويعتبر اوزترك، الذي التقط الصور الأولى لضحايا فاجعة حلبجة بعد 40 ساعة من قصفها بالأسلحة الكيماوية، هو صاحب أشهر صورة فوتوغرافية تعرف العالم من خلالها على مجزرة حلبجة. وكانت الصورة لرجل مسن يدعى "عمر خاور" يحتضن طفله الرضيع ويحاول الهروب أثناء القصف. ووقع رئيس وزراء إقليم شمال العراق "نيجيرفان برزاني"، الخميس الماضي، على مشروع قرار يقضي بتحويل مدينة حلبجة التابعة لمحافظة السليمانية إلى محافظة.