تظاهر مئات الأردنيين، اليوم الجمعة، على مقربة من السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأردنيةعمان؛ احتجاجًا على مقتل القاضي الأردني رائد زعيتر، برصاص الجيش الإسرائيلي عند معبر الكرامة الإثنين الماضي. وطالب المحتجون، الحكومة الأردنية بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان، وإلغاء معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية الموقعة عام 1994 المعروفة باسم "وادي عربة"، وإطلاق سراح الجندي الأردني أحمد الدقامسة، الذي يقبع في السجون الأردنية منذ عام 1997 على خلفية قتل وإصابة العديد من المجندات الإسرائيليات بعد استهزائهن به خلال تأديته لصلاته. وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994، عقدت معاهدة وادي عربة بين إسرائيل والأردن على الحدود الفاصلة بين الدولتين والمارة بوادي عربة (جنوبي الأردن)، وبموجب هذه الاتفاقية تم تطبيع العلاقات بين البلدين. ورفع المتظاهرون شعارات: "لا مكان للمجرمين في عمان"، "رصاصات الغدر توجهت إلى كرامتنا"، "المجد للشهداء والحرية للبطل أحمد الدقامسة". وقال سالم الفلاحات، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، والناطق الإعلامي باسم الملتقى الشعبي لحماية الأردن وفلسطين سالم الفلاحات لوكالة الأناضول: إن "مظاهرة اليوم هي أقل ما يمكن فعله أمام صلف الاحتلال الإسرائيلي، واستهتاره بدماء العرب والمسلمين". وأشار إلى أن "الملتقى هو من دعا لهذه الفعالية"، مشيرًا إلى استجابة عدد من التيارات والحركات والأحزاب القومية واليسارية والشبابية. واستبعد الفلاحات، تصعيد الاحتجاج إلى حد اقتحام السفارة، قائلاً: "لا نية لهذا الفعل؛ لأنه يتعارض مع منهجنا في الاحتجاج السلمي، والذي التزم به الحراك الأردني منذ سنوات". كان محمد المومني، وزير الإعلام (المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية) محمد المومني، قال في مؤتمر صحفي، أمس الخميس، أن "الحكومة الإسرائيلية قدمت اعتذارًا رسميًا ومكتوبًا للأردن" حول استشهاد القاضي رائد زعيتر على معبر الكرامة يوم الإثنين الماضي. وأشار إلى أن "الاعتذار وصل إلى وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة الذي نقله إلى رئيس الوزراء الدكتور عبدلله النسور". وأضاف أنه "لا يوجد لدى الحكومة ما تخفيه في هذه القضية التي يقف الأردن كله فيها صفًا واحدًا فكرامة المواطن الأردني وحياته خط أحمر وستعمد الحكومة إلى نشر نتائج التحقيق المشترك في هذه القضية على الملأ". وأقدم جندي إسرائيلي، الإثنين الماضي، على قتل القاضي الأردني، رائد زعيتر (38 عامًا)، بعد اتهامه بمحاولة الاستيلاء على سلاح جندي إسرائيلي أثناء مغادرته الأراضي الفلسطينية باتجاه الأردن عبر معبر "الكرامة"، الرابط بين الأردن والضفة الغربية، وهو ما استنكرته الحكومتين الفلسطينية والأردنية، وطالبتا بفتح تحقيق في مقتله. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر بالشرطة الإسرائيلية قولها إن "زعيتر حاول خطف سلاح جندي إسرائيلي على المعبر، ما دفع الأخير إلى إطلاق النار عليه". وشهدت العلاقات الأردنية الإسرائيلية، توترًا نهاية الشهر الماضي، إثر بحث الكنيست الإسرائيلي في جلسة قاطعها النواب العرب، اقتراح النائب عن حزب "الليكود" (يمين)، موشيه فيغلين، فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى، واقتصرت الجلسة على إلقاء خطابات دون اتخاذ قرارات، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. وترتبط المملكة الأردنية الهاشمية باتفاقية سلام مع إسرائيل، تسمى وادي عربة ، وقعتها عام 1994، وأدت إلى تطبيع العلاقات بين البلدين وتبادل السفراء.