تعجب الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" من إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية المرتقبة على الرغم من بلوغه 77 عاما وقضائه 15 عاما في سدة الحكم. وقال "فيسك" في مقال له بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، إن بوتفليقة استطاع أن ينأى بالجزائر عن موجة الثورات التي شهدتها دول عربية أخرى، فيما يعرف بالربيع العربي، من خلال رفع رواتب الموظفين الحكوميين ونجاحه في التخفيف من حدة مشكلة الإسكان في بلاده. وأشار إلى أن الشعب الجزائري الذي ما زال ينعي ربع مليون شخص راحوا في أعمال عنف، بعضهم قتل على يد بلطجية الحكومة نفسها، خلال التسعينات - عقب قرار الجيش حينئذ بإلغاء الجولة الثانية من الانتخابات عقب الفوز الكبير للإسلاميين في الجولة، بحسب المقال. ولفت فيسك إلى أن هذا جعل الشعب الجزائري غير مرحب بأي "ربيع عربي" ، خاصة عندما يكون رجال بوتلفيقة في الجزائر شركاء للولايات المتحدة في "الحرب على الإرهاب". وعلى خلفية المشاكل الصحية التي يعاني منها الرئيس الجزائري قال فيسك، إن بعض المعارضين الجزائريين يعتقدون أن" بوتفليقة فقد حتى القدرة على الكلام، لدرجة أنه لم يعلن – أو لم يستطع أن يعلن – ترشحه للرئاسة عبر خطاب عرض على التليفزيون، بل أفصح عن ذلك من خلال خبر نقلته وكالة الأنباء الرسمية عن رئيس وزرائه". وأورد "فيسك" في مقاله تعليقا للصحفي الجزائري الشهير كمال داود على ترشح بوتفليقة جاء فيه "فيما يبدو العالم متعطشا للحرية...تهوي بنا إلى العبودية بحماقتك". وأوضح فيسك أن التعبير صراحة عن هذه الانتقادات غير مألوف في الجزائر، حيث يتوخى الصحفيون فيها الحذر في ظل سيطرة قادة الجيش على مقاليد السلطة. وتطرق المقال إلى انتقادات متبادلة بين الجنرالات الجزائريين، الذين يعاني معظمهم من سمنة مفرطة - على مدار الأسابيع الأخيرة. وقال الكاتب إن "رئيس المخابرات محمد مدين خسر، فيما يبدو، أرضا لصالح رئيس أركان الجيش الجنرال أحمد قايد صالح". وأشار إلى معاناة الجزائريين من "خراب صناعي وثقافي" على الرغم من الزيادة الكبيرة في إنتاج الغاز والنفط بالجزائر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962.