قالت مصادر جزائرية، إن جهاز المخابرات الجزائرى أعد العدة لمواجهة وصول عدوى الربيع العربى إلى البلاد من خلال تجهيز الرئيس الأسبق الأمين زروال خلافة بوتلفيقة المريض حالياً. وكان زروال قد قام بزيارة خاطفة إلى العاصمة الجزائرية يوم السبت الماضى التقى خلالها رئيس جهاز المخابرات بشير طرطاق. ونقلت شبكة "الجزيرة.نت" عن جزائرية قولها، إن مدير الأمن الرئاسى الجزائرى الجنرال مجدوب وعدد من الضباط الكبار فى الجيش، كانوا فى استقبال "زروال" وسط ترتيبات أمنية وعسكرية مشددة. وأضافت المصادر، أن هذه الزيارة تأتى فى سياق سيناريو جديد لتهيئة الساحة السياسية الجزائرية لمواجهة احتمالات التغيير المرتقب، وأكد أن هناك أمراً "فى غاية السرية" يجرى الإعداد له من طرف رئيس المخابرات الداخلية الجزائرية. وقالت "ليس من المستبعد أن يكون للأمر علاقة بإعداد الرئيس الأمين زروال للمرحلة المقبلة لقطع الطريق أمام طموح السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الحالى وأحمد خرفى الرئيس الأسبق لمديرية الأمن الداخلى، الذى أصبح الآن خارج اللعبة العسكرية". وأكدت المصادر، أن زروال أعطى موافقته المبدئية على ما عرض عليه فى انتظار مشاورات أخرى ستجرى "فى المستقبل القريب". كما أشارت المصادر إلى أن هناك مؤشرات ترجح هذا السيناريو أهمها العلاقة التى تربط طرطاق وزروال، فمن المعروف أن الجنرال طرطاق كان مديراً للمركز الرئيسى للتحريات العسكرية فى عهد زروال، فكلاهما يعرف الآخر جيداً. ويأتى هذا اللقاء بين الجنرال طرطاق والرئيس الأسبق زروال بعد أسبوع من تعيين طرطاق على رأس مديرية الأمن الداخلى، مما يؤكد - برأى المصادر - أن طرطاق "هو الحاكم الفعلى فى الجزائر، وأنه هو خليفة الجنرال توفيق المريض وأن ما يدور من نشاطات سياسية وحزبية ما هو إلا جزء من لعبة مخابراتية يتم الإعداد لها لامتصاص غضب الشارع وإجهاض أى حراك شعبى". كما يتزامن هذا اللقاء - لقطع الطريق أمام تصاعد المد الإسلامى لكل من حركة مجتمع السلم (حمس) والنهضة والعدالة والتنمية، بعد أيام فقط من انسحاب حمس من التحالف الرئاسي. وذكرت المصادر، أن موكب الرئيس الجزائرى الأسبق انتقل مباشرة بعد وصوله إلى العاصمة الجزائر لمقر الأمن والاستعلامات الجزائرية (المخابرات)، حيث تم استقباله من طرف بشير طرطاق بحضور ضباط كبار فى الجيش والمخابرات والأمن الرئاسى. ثم جرى بعد ذلك عقد اجتماع مغلق لمدة ست ساعات جمع الجنرال طرطاق وزروال والجنرالات عطافى وجبار مهنة وسط إجراءات أمنية مشددة. ثم انتقل بعدها زروال إلى رئاسة الجمهورية لمدة ساعة قبل أن يعود إلى المطار من جديد ليتوجه إلى مقر إقامته ومسقط رأسه مدينة باتنة شرق الجزائر. وقالت المصادر، إنه طوال هذه الزيارة لم تلتقَ أى شخصية مدنية بزروال بل كان كل من التقوه من القيادات العسكرية فى الجيش والمخابرات، كما أن زروال كان محاطا بمدير الأمن الرئاسى الجنرال مجدوب منذ وصوله وحتى مغادرته العاصمة الجزائرية فى نفس اليوم. يذكر أن زروال ومنذ انسحابه واستقالته من الرئاسة فى نهاية التسعينيات كان قليل الظهور فى المناسبات الرسمية عكس رؤساء آخرين، مثل على كافى وأحمد بن بلة، الذين كانوا يظهرون إلى جانب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة فى معظم المناسبات الوطنية، وعرف عنه أيضاً أنه أبدى استعداده للترشح للرئاسة 2009 إذا دعت الضرورة إلى ذلك.