يسود هدوء حذر قطاع غزة، صباح الجمعة، بعد ليلة عاصفة، شهدت شنّ إسرائيل 3 غارات على أرجاء متفرقة من القطاع، وإطلاق قرابة 18 صاروخا على جنوب إسرائيل. ووفقا لوكالة " الأناضول"، فقد شنّت مقاتلات إسرائيلية 3 غارات، استهدفت موقعين يتبع أحدهما للجان المقاومة الشعبية، والثاني لكتائب القسام، الجناح المسلح لحماس، بمدينة رفح جنوب القطاع، فيما استهدفت الغارة الثالثة أرضاً خالية شمال مدينة غزة، دون أن تسفر عن وقوع إصابات. وأعلن الجيش الإسرائيلي، أنه شن الغارات ردا عن سقوط 18 صاروخاً على بلدات جنوب إسرائيل، أُطلقت من القطاع. ولم يفلح اتفاق "التهدئة"، الذي أعلنت عنه حركة الجهاد الإسلامي، بوساطة مصرية، في تحقيق الهدوء في المنطقة. ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل. كما لم تعلن بقية الفصائل الفلسطينية، موقفها من اتفاق التهدئة، الذي تحدثت عنه حركة الجهاد. وأكدت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي لها مساء اليوم الخميس، أنها لم تطلق أي صاروخ منذ إعلان التهدئة. من جانبه حمّل الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، في تصريح صحفي، مساء الخميس، إسرائيل، المسؤولية الكاملة عن التصعيد الحاصل في غزة. واعتبر أن تهديدات إسرائيل لحركته، وتحميلها مسؤولية ما يجري "ليس لها أي قيمة"، مؤكدا أن عودة الهدوء، لن يتحقق إلا التزمت إسرائيل باتفاق التهدئة الموقع في عام 2002، وأوقفت عدوانها على غزة. ومنذ إعلان حركة الجهاد، التوصل لاتفاق "تثبيت" التهدئة، شنت المقاتلات الإسرائيلية 10 غارات على قطاع غزة، ردا على تواصل إطلاق الصواريخ، ليصل عدد الغارات التي شنتها منذ بداية التصعيد مساء الأربعاء الماضي، إلى 39 غارة، حسبما قال ناطقون باسم الجيش الإسرائيلي. وفي وقت سابق من مساء الخميس، نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات جديدة لمنظومة "القبة الحديدية" في جنوب إسرائيل تحسباً لتصاعد الأحداث. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صحفي نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن "سلاح الجو نشر مساء اليوم بطاريتين للقبة الحديدية في منطقتي اسدود وبئر السبع لمواجهة أي تصعيد محتمل من قبل الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة". ولاحقاً، نقلت الإذاعة الإسرائيلية (الرسمية) عن مصدر سياسي إسرائيلي وصفته ب "الكبير" قوله إن "إسرائيل تجري مشاورات واتصالات حثيثة مع مصر لتثبيت التهدئة (2012) مع التنظيمات الفلسطينية المسلحة بقطاع غزة". وأكد المصدر أن إسرائيل ستقابل الهدوء في محيط قطاع غزة بالهدوء، مشيداً بالجهود المصرية المبذولة من أجل التوصل إلى تهدئة. ووقّعت الفصائل الفلسطينية اتفاق تهدئة مع إسرائيل في نوفمبر/تشرين الثاني 2012 بوساطة مصرية تم بموجبه وقف هجوم إسرائيلي على قطاع غزة استمر لمدة 8 أيام، وأدى لمقتل نحو 160 فلسطينيا و6 إسرائيليين، بحسب إحصائيات فلسطينية رسمية، وصحف عبرية. وكانت سرايا القدس قد قصفت، أمس الأربعاء، مستوطنات محاذية لقطاع غزة، بعشرات الصواريخ ردًا على "الاعتداءات الإسرائيلية، المتواصلة على غزة، وآخرها قتل إسرائيل 3 من عناصرها الثلاثاء الماضي"، حسبما قالت في بيان صحفي.