اشتعال الفتنة بعد اعتراف "النصرة" بنبش ضريح الصحابي حجر بن عدي تحطيم فسيفساء بيزنطية وتماثيل رومانية نادرة المقاتلون يتدربون في المناطق الأثرية .. وأضرار جسيمة بسوق حلب والقلاع تقدر الإحصاءات من الداخل السوري بانتشار نحو 26 ألف جهادي متطرف في سوريا ، وهؤلاء ينتمون لتنظيم القاعدة تحت ألوية مختلفة ك"داعش" و"النصرة" اللتان تعملان على هدم النظام في مقابل العناصر المسلحة التابعة لحزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والتي تؤيد النظام الحاكم بزعامة بشار الأسد .. بالطبع يأتي ذلك إلى جانب الجيش النظامي الذي يديره بشار الأسد وعائلته. ونتيجة لهذا الوضع المأساوي فقد سقط نحو 130 ألف شهيدا سوريا وهاجر نحو 9 ملايين من حرب الإبادة والتصفية، والتي تبدأ بالقنص ولا تنتهي بالبراميل المتفجرة التي تقذف على المدنيين، ناهيك عن آلاف الذين لقوا مصرعهم بفعل التعذيب في السجون السورية. وإذا كان البشر لم يسلم، فالحجر الذي يحمل أنفاس الحضارة السورية العريقة ، سقط أيضا متألما بنيران المتطرفين، الذين شاهدوا في البنايات التاريخية والتماثيل التي تعود لعصور مختلفة بيزنطية ورومانية وإسلامية، شاهدوا أنها مجرد أصنام يجب هدمها !! بالطبع يجري ذلك في الوقت الذي تنتشر فيه عصابات تهريب الآثار والإتجار بها، حتى أن قطعا أثرية نادرة تجدها تباع بسهولة في المزادات بالعواصم الأوروبية . ومع الأسف، تمكن الجهاديون المتطرفون من هدم عدد من الفسيفساء البيزنطية والتماثيل اليونانية والرومانية، وتمثال أبوالعلاء المعري. تعود الفسيفساء البيزنطية للقرن السادس الميلادي، وكانت تقع قرب مدينة الرقة التي تسيطر عليها الدولة . كما دمر المتطرفون موقع شاش حمدان ، وهو مقبرة رومانية قرب مدينة حلب . والكارثة أنه يتم استخدام العديد من المواقع الأثرية كمواقع للتدريب القتالي ، وتقع العديد من البنايات المدرجة بلائحة اليونيسكو كتراث عالمي بيد المقاتلين وهو ما أدى لدمار شامل بقلعة الحصن التاريخية التي تعرضت لقصف الجيش السوري إلى جانب الجامع الأموي التي دمرت أجزاء هامة منه والسوق القديم بحلب الذي يعود للقرن السادس عشر .وطال الحرق والتهشيم العديد من المتاحف السورية . حجر بن العدي .. نموذجا لم تكتفى أيدى الخراب التى ضربت تراث سوريا و مساجدها بذلك بل امتدت لتنبش قبر الصحابى الجليل " حجر بن عدى " ، لتشعل الفتنة بها و كأن ما فى سوريا لا يكفيها . حيث قامت قوة من العناصر المسلحة بنبش قبر الصحابي الجليل حجر بن عدي في عذرا بريف دمشق ونقل رفاته إلى جهة غير معلومة ، مما نتج عنه موجة غضب كبيرة . وقامت الإيسيسكو بإدانة هذا العمل الإجرامي الدنيء بحق واحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكدت أن الحمى الطائفية يؤججها النظام وتشارك فيه قوى دولية وإقليمية وميليشيات طائفية ، منذرة من أن تفاقم الروح الطائفية، خطر يهدد وحدة الأمة الإسلامية والعلاقات الأخوية بين السنة والشيعة وينذر بعواقب وخيمة، يجب على قادة الأمة وعلمائها التصدي له بكل حزم وقوة. فيما رأى ناشطون سوريين أن نظام الأسد بدأ يحرّض الناس على نبش المقامات من أجل خلق فتنة طائفية لا تنتهي، ومن أجل استفزاز الناس ليقوموا بعمليات انتقامية بنبش مقامات الشيعة وبالتالي خلق مبرر لتدخل "حزب الله" في سوريا . بذور الفتنة لإذكاء الفتنة انتشرت صور لاثنان من المسلحين فى زى الجيش السورى الحر بداخل المقام بعد نبش القبر ، وكتب تحت إحدى الصورتين "هذا مقام حجر بن عدي الكندي: أحد مزارات الشيعة في عدرا البلد، قام أبطال الجيش الحر بنبش القبر ودفنه في مكان غير معروف بعدما أصبح القبر مركزاً للشرك بالله ". فى الوقت الذى اتجهت فيه أصابع الاتهام للجميع من نظام الأسد و المعارضة السورية و حزب الله ، أصدرت جبهة النصرة التي تسيطر على منطقة عدرا، حيث يقام الضريح بيان اعترفت فيه بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي ونقله الى مكان مجهول ، وزعمت انها قامت بهذا العمل تطبيقا للشريعة الاسلامية، و قالوا أنهم بذلك تخلصوا من أدوات الشرك بالله بنقل الجثمان ليدفن فى الأرض بعد ان عمد نظام الكفر في سوريا الى تشييد مبنى بدلا من القبر، لذا قاموا بطبيق الشرع الله الذي يحرم اقامة مزارت للشرك في الله وعبادة القبور. و تابع البيان قائلا : ان المدعو حجر بن عدي الكندي هذا الخارج عن أصول الشريعة والسنة أضحى معبوداً من قبل فرقة الرافضة واقيمت له المعابد والمساجد خلافاً لشرع الله، وبينما قام مجاهدونا بتحرير بلدة عدرا من دنس ورجس النظام الكافر تحوّلوا لتطبيق شرع الله الموكل لنا وعلى مبدأ الشريعة الاسلامية ، وبناءً على فتوى اهل العلم قامت ثلّة من مجاهدينا بقطع دابر الشرك المتمثل في "معبد حجر بن عدي الكندي" صوناً للدين والسنّة ! و فيما اتهم البعض حزب الله ، قام بدوره بإصدار بيان يستنكر فيه تلك الفعلة النكراء من الاعتداء على الحرمات وانتهاك المقدسات الدينية، ، ووصف نبش قبر الصحابى بهذه الطريقة أنه يعبر عن عقلية إهابية إجرامية لا تراعي حرمة ولا تقيم وزنا لأي مقدسات إسلامية أو مسيحية ، و حذر أن استمرار هذا ينذر بفتنة كبيرة و شر مستطير . الصحابي الجليل حجر بن عدي أسلم وهو صغير في أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشارك في معركة القادسية وفتح بلاد فارس في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، و شارك بمعركة صفين و الجمل و النهراون مع الخليفة علي بن أبي طالب .وصفه الحاكم في المستدرك ب " راهب صحابة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله ص و كان أحد قادة الجيش الذى فتح " عذرا " التى قتل فيها فيما بعد على يد معاوية بن أبى سفيان عام 51 هجريا ، و كان آخر طلب لعدى قبل الموت كما قال الطبرى أن يتوضأ و يصلى ركعتين ، كانا أقصر ركعتان صلاهما حتى لا يقال عليه أنه جزع من الموت و تهرب منه ،و أصبح قبر عدى مع الأعوام مزار يقصده المسلمون من كل المذاهب . اقرأ فى هذا الملف * «أمين الأثريين العرب» : عدنا للعصور الوسطى .. ومؤرخ : اليونيسكو معول هدم! * نائب مجلس المتاحف الدولي ل"محيط": سوريا تحولت إلى عراق جديد! * تراث الحضارات العتيق لا يصمد بوجه المدفعية الهمجية .. ومافيا الآثار الدولية * الشاعرة السورية رشا عمران ترسم ل"محيط" بانوراما الموت والوحشة * ممثل الإيسيسكو لمحيط : ليس لدينا قوى ملزمة لوقف نزيف الآثار!! ** بداية الملف