"الحانوتي" وكيل عزرائيل "التربي" مقاول ما بعد الموت "الندَابة " في طريقها للاندثار "الفقي" مهنة من لا مهنة له و"المغسلاتي" أقربهم الي الله الحانوتي مهنة ذات أهمية كبري ولكن مجرد ذكرها في مجتمعنا يستدعي قدرا عاليا من التشاؤم , كما ساهمت السينما المصرية في ترسيخ تلك النظرة تجاه هذه المهنة , حيث ينظر إليها دائما نظرة خوف أو سخرية لارتباطها بفكرة الموت،وكلمة "حانوتي" اسم يطلق في مصر على مُجهز الموتى للدفن. ويكون له رخصة وسجل ضريبي يتسلم الحانوتي المتوفى ويجهزه للقاء الله حيث مثواه الأخير وينقسم عمل الحانوتي إلى أربعة أقسام هي : بيع الأكفان ،وتأجير سيارات الدفن،وتوفير المغسل أو المغسلة وأدوات الغسل ،وتجهيز القبر، والقيام على خدمة الضيوف المعزيين كتقديم القهوة والشاي. المغسلاتية لم تكن مهنة " المغسلاتي "مهنة سهلة كما يتميز أصحابها بقدرة عالية من الشفافية والتقرب إلى الله و قوة الإيمان فينظر المغسلاتي إلى مهنته باعتبارها عبادة تقربه إلى الله وفيها تفريج لكربة وتذكيرا بيوم القيامة التربي يعتبر التربي موظفا حكوميا بإدارة الجبانات، وقد أصبح معظمهم يحملون مؤهلات متوسطة و عليا ولا تشترط محافظة القاهرة في إعلانات تلك الوظائف أكثر من حمل أصحابها لجنسية المصرية. أما مهامه فتبدأ أولى مهامه قبل وصول المتوفى ،حيث يقوم مساعديه بفتح المدفن والعيون وتهويتها ثم تجميع العظام من المتوفي السابق ،استعدادا لدفن اللاحق ،وعند وصول الجثمان يتم التأكد من تصريح الوفاة وجثة المتوفي ، ومطابقته بتصريح الدفن وهي أمور قد يخضع التربي بسببها للتحقيق الجنائي ،بعدها يتم إنزال المتوفى بمساعدة أهله للعين ويتم دفنه ووضعه اتجاه القبلة ،ويتولى مقرئ المدافن تلاوة القرآن عليه ، وبعدها يتم غلق العين . الندابة " المعددة " تلك المهنة التي خلقت من رحم البكاء لتواسي بعبارات الحزن والصراخ والعويل أهلب المتوفى ومشاركته مشاعر الحزن للفقد والغياب وتنتشر هذه المهنة بشكل أكبر في صعيد مصر وتعرف ب" المعددة " من "مانيروس" إلى "معددة " هي امرأة تحترف النحيب و البكاء والعويل وتأخذ أجرا نظير ذلك العويل . الفقي بعتبر الفقي موروثا ثقافيا من موروثات ثقافة الموت لدي المصريين , تراه ملازما ابواب الجبانات خاصة في أيام الإجازات والمواسم والأعياد نظرا لتردد أقارب المتوفي لقراءة ورد من أيات الذكر الحكيم والدعاء له بالمغفرة والرحمة , وتجد الفقي يقف على ابواب المقبرة عارضا على الزائرين خدماته فى قراءة وترتيل القرآن مقابل ما يجودون عليه به بعد القراءة وهي ما تعرف اصطلاحا ب " الرحمة ". و في الموروث الشعبي القديم للمصريين كانت وظيفة الكاهن المرتل تشبه إلى حد ما وظيفة الفقي في الريف ،حيث كان الكاهن مسئولا عن تنظيم الاحتفالات الشعائرية ،وترتيل الأناشيد التعبدية لكنه تحول تدريجيا الى رجل فقير يتسول لقمة عيشة في الموالد والجنائز والجبانات . اقرأ فى هذا الملف * دولة الجبَانات .. ومافيا المقابر * المقابر توحد المسلمين والاقباط في الصعيد الجواني * مدافن الأقباط .. "طافوس" الرهبان * مقابر ملوك ورؤساء مصر ** بداية الملف