رفض وزير الخارجية القطري خالد العطية الاثنين "التفاوض على استقلالية" السياسة الخارجية لبلاده، وذلك رداً على قيام السعودية والإمارات والبحرين مؤخراً بسحب سفرائها من الدوحة. وقال العطية الذي يزور باريس في تصريحات نقلتها قناة "الجزيرة" إن "قطر ليست تابعة لأي كتلة، وإنما تريد أن تكون لها شخصيتها المستقلة"، مؤكداً أن سياسة بلاده "مبنية على أساس الانفتاح على الجميع وعدم إقصاء أحد". وجدد التأكيد على أن "الموقف الذي اتخذته مؤخراً كل من السعودية والإمارات والبحرين بسحب سفرائها من الدوحة لا علاقة له بأمن الخليج". وأضاف: "مع أننا نأسف لهذه التصريحات الأخيرة، إلا أنه يحق لنا نحن أيضا أن يكون لنا رأينا الخاص بنا ووجهة نظرنا الخاصة بنا وقراراتنا الخاصة بنا". كما لفت وزير خارجية قطر إلى أن "المبدأ الأساسي الثاني للسياسة الخارجية لدولة قطر هو التزامها بدعم حق الشعوب في تقرير المصير و دعمها التطلعات نحو إحقاق العدالة والحرية". وأوضح أنه "ينبغي للمرء، في هذا السياق، أن يفهم دعم دولة قطر للديمقراطيات الناشئة التي أعقبت الربيع العربي". وقال العطية إن بلاده "اختارت ألا تبقى على هامش التاريخ لقد قررت الاضطلاع بدور كبير في الشئون العالمية والتواصل مع الدول الأخرى والتوسط في النزاعات والعمل على إنهاء النزاعات العنيفة ورعاية اللاجئين". وقررت الدول الثلاث في بيان مشترك الأربعاء سحب سفرائها بسبب عدم "التزام" الدوحة بمقررات "تم التوافق" عليها سابقاً، مثل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء في المجلس. وجاء القرار غداة اجتماع مطول لوزراء خارجية الدول الخليجية في الرياض. وأعربت الدوحة عن "أسفها واستغرابها" لقرار الدول الثلاث، معتبرة أنه "لا علاقة للخطوة بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف في المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون".