استبعد مصدر دبلوماسي أممي تقديم المبعوث العربي والدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي تقديمه استقالته، الخميس المقبل، أثناء عرضه للإحاطة بمجلس الأمن الدولي بنيويورك حول تطورات مهمته. وقال المصدر الدبلوماسي والذي يشغل منصبا بالأممالمتحدة بنيويورك لوكالة الأناضول "استبعد تقديم الإبراهيمي استقالته في ذلك التوقيت خاصة أن الأمين العام للأمم المتحدة والمسئولين بمجلس الأمن سيطلبون منه بشكل واضح استئناف المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة والتحضير لجنيف 3". ولايزال الإبراهيمي يشغل منصبه بعدما تم التجديد له 3 مرات، حيث أن النظام المعمول به في منظمة الأممالمتحدة يحدد مدة المهمات الدبلوماسية للأشخاص والمؤسسات بستة أشهر قابلة للتجديد، وتم تعيينه في 10 أغسطس/آب 2012، ولم يمر سوى شهرا واحدا من المدة الأخيرة التي تم التجديد له فيها. المصدر الدبلوماسي كشف عن محتوى ما سيقدمه المبعوث العربي والدولي في اجتماع مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل قائلا: الإبراهيمي سيقدم تقريراً مفصلاً عن جنيف2، وسيرفق به ملاحظاته خلال الحوار وسيبرز رؤيته بشأن جميع الأطراف التي حضرت، كما سيقدم رؤيته فيما يخص الخطوات القادمة نحو استئناف المفاوضات. وقالت مستشارة رئيس النظام السوري للشئون السياسية والإعلامية بثينة شعبان، مساء الثلاثاء الماضي، في أحد البرامج التلفزيونية، إن دمشق تنتظر من الإبراهيمي، "تحديد الفريق الذي تسبب في تعطيل مفاوضات السلام في جنيف2" . وحضر افتتاح مؤتمر "جنيف2"، الذي عقد في منتجع مونترو بسويسرا 22 يناير/كانون الثاني الماضي، وفود ممثلة لأكثر من 40 دولة، وجهت الأممالمتحدة دعوة لهم لحضور المؤتمر، في حين وجه بان كي مون، امين عام الأممالمتحدة، دعوة إلى إيران قبل أن يسحبها بعد ساعات قليلة، إثر تعليق المعارضة مشاركتها في المؤتمر، احتجاجاً على دعوة ما وصفته ب"الشريك في قتل الشعب السوري". وبحسب مراقبين دوليين انتهت جولتي جنيف، والتي انطلقت الأولى منها ما بين 22 و31 يناير/كانون الثاني الماضي، والثانية ما بين 10 و15 فبراير/شباط الجاري، من دون الإعلان عن أي تقدم فيها. وفي منتصف فبراير/شباط الماضي قدم المبعوث الأممي والعربي لسوريا اعتذاره للشعب السوري بسبب "فشل" المفاوضات. وقال الإبراهيمي وقتها "أعتذر للشعب السوري لأننا لم نحقق الآمال التي كان يعلقها على جنيف 2". المصدر الدبلوماسي عاد ليؤكد أن "الفيصل في مسألة استقالة الإبراهيمي هو الدعم الذي يقدمه له الأمين العام للأمم المتحدة، ورغبته في الدفع بمفاوضات الحوار بين الأطراف الرئيسية (النظام السوري والمعارضة)، وهو ما سيحرص مجلس الأمن على تقيدمه له يوم الخميس المقبل"، على حد قوله. ونفى المصدر الدبلوماسي ما رددته وسائل إعلام بشأن "تفكير الإبراهيمي في الاستقالة، على الأقل في الوقت الحالي، بعد انشغال الجانبين الروسي والأمريكي بالأزمة الأوكرانية، أو بسبب اعتزام مدير مكتبه بدمشق مختار ليماني تقديم استقالته".