قال عضو في الائتلاف السوري المعارض، اليوم الخميس، إن النظام السوري يتخذ من أموال وأقارب أعضاء وفد المعارضة المشاركين في مفاوضات جنيف2 "رهائناً"، مضيفا أن أعضاء الوفد شاركوا في المؤتمر و"سيف النظام مسلّط على رقاب أقاربهم داخل سوريا". ووفقا لوكالة "الأناضول" أشار المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، إلى أن النظام السوري عمل على الضغط على أعضاء وفد المعارضة المشارك في مفاوضات "جنيف2"، الذي انتهت الجولة الثانية منه 15 فبراير/ شباط الجاري، من خلال قتل واعتقال أقارب لهم ومصادرة أموالهم. وأضاف أن أجهزة الأمن السوري اعتقلت شقيق محمد صبرا عضو الوفد المفاوض الممثل للمعارضة في مفاوضات "جنيف 2" بعد 4 أيام فقط من انتهاء الجولة الثانية من المؤتمر دون "أي مسوغ أو مبرر قانوني"، حسب قوله. وفي بيان أصدره الائتلاف، الجمعة، أعلن محمد صبرا عن اعتقال شقيقه قبل يومين، وقال إن عناصر الأمن العسكري، جهاز استخبارات تابع للنظام، اعتقلوا شقيقه محمود على أحد الحواجز التي يقيمونها في مدينة جرمانا بريف دمشق. وأوضح صبرا أن الاعتقال تم دون أي مسوغ قانوني، وربط الأمر بمشاركته في مفاوضات جنيف، لافتاً إلى أن التعرض لأقارب أعضاء الوفد جاء بعد تحويلهم إلى محكمة الإرهاب ومصادرة أموالهم. في سياق متصل، نشر أكرم العساف، عضو الائتلاف الذي كان ضمن الفريق الإعلامي المرافق لوفد المعارضة إلى جنيف، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أثناء انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات، نسخة من قرار صادر عن "محكمة الإرهاب" ينص على الحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لمئات المعارضين السوريين منهم أعضاء في الائتلاف والمجلس الوطني ومعارضين آخرين مستقلين. وأوضح القرار الصادر، الذي نشره العساف، وجود أسماء من أعضاء الوفد المشارك في جنيف، على رأسهم أحمد الجربا رئيس الائتلاف الذي يقود وفد المعارضة في المفاوضات، والعساف، وأعضاء في الفريق الفني المرافق للوفد. ولم يتم التأكد من صحة القرار الذي نشر العساف نسخة منه من مصدر مستقل. وكانت "هيومين رايتس ووتش"، المنظمة الحقوقية الأمريكية، قالت في تقرير أصدرته أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إن السلطات السورية تبنت يوليو/تموز 2012 ما وصفته ب"القانون الفضفاض" لمكافحة الإرهاب يجرم كافة أنشطة المعارضة السلمية، وقد استغلت الحكومة "محكمة مكافحة الإرهاب" التي أسستها وفق هذا القانون، والمحاكم الميدانية العسكرية الأقدم، لاستهداف النشطاء ومعاقبة المعارضة السلمية. وكان فايز سارة المستشار السياسي والإعلامي للجربا، نعى قبيل انعقاد الجولة الثانية من المؤتمر ابنه وسام الذي كان معتقلاً لمدة شهرين لدى النظام السوري قبل أن يقوم بقتله في المعتقل. وأوضح سارة، على صفحته الشخصية على "فيسبوك،" أن وسام (24 عاماً ووالد لطفلين) قتل تحت التعذيب داخل فرع الأمن العسكري بدمشق، وهو كان متظاهراً وناشطاً في مجال الإغاثة قبل أن يعتقله النظام ويقتله، ويسلّم هويته لعائلته في دمشق. ولم يعلن المستشار عن اعتقال أجهزة الأمن السوري لابنه وسام، قبل أن ينعيه على "فيسبوك". ويخشى المعارضين السوريين عادة، ومنهم أعضاء وفد المعارضة المشارك في جنيف، من الإعلان عن اعتقال أو التعرض لأقاربهم المتواجدين داخل سوريا من قبل النظام وشبيحته، مليشيا مسلحة موالية له، وذلك خوفاً من الانتقام منهم. وعقدت الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف 2" خلال الفترة بين يومي 22 و31 يناير/ كانون الثاني الماضي دون أن "تحقق أي تقدم"، بحسب ما أعلن المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الابراهيمي والناطقين باسم الوفدين، وكذلك الأمر بالنسبة للجولة الثانية التي عقدت ما بين 10 و15 فبراير/شباط الجاري. واختتمت الجولة الثانية من المفاوضات، بتقديم الابراهيمي اعتذاراً للشعب السوري، لأنه "لم يتم تحقيق الآمال التي كان يعولها عليها"، دون أن يحدد موعداً لجولة ثالثة من المحادثات، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في مقر الأممالمتحدة.