لا فرق بين أن تأكله في قرى مصرية، أو تركية، فالشكل والطعم متقاربان إلي حد كبير، نظرا لتقارب طريقة انتاجه في البلدين. إنه الخبز المنزلي المعروف محليا في مصر ب"العيش المنزلي"، الذي لا يضطر صانعوه إلي شرائه من المخابز التجارية، حيث يكتفون بأكل ما يصنعونه بأيديهم، وفى بعض الأحيان يتخذون من انتاجه نشاطا تجاريا يتكسبون منه قوت يومهم، عبر بيعه في الأسواق. وتزداد معدلات إنتاج الخبز البيتي في الريف المصري، حيث القرى التى يغلب على ساكنيها العمل في مجال الزراعة لاسيما القمح، إذ تقل في هذه القرى أعداد المخابز التجارية المخصصة لبيع الخبز التقليدي. ونظرا لجودته وحلاوة مذاقه، بدأ مؤخرا سكان المدن في شرائه من المحال الكبيرة التي تتعاقد مع السيدات الريفيات علي تصنيعه وتغليفه بأكياس بلاستيكية، قبل بيعه إلى المستهلكين الذى يفضلونه على غيره من الأنواع الأخرى. غير مكلف العيش (الخبز) المصنوع في البيت غير مكلف، سواء من حيث السعر أو الجهد، كما أن جودته أعلى ومذاقه أحلى، فضلا عن أنه وكما اعتاد صانعوه أن يقولوا "صنع بيدي وتحت عيني"، هذا ما أكدت عليه "أم محمود" السيدة الريفية التي تسكن في منطقة البدرشين، بمحافظة الجيزة، غرب القاهرة. وأضافت أم محمود لوكالة انباء الأناضول: "العيش الذي نصنعه في البيت، يفرق كثيرا عن اللي يباع في الفرن، فنحن في المنزل نعرف الطريقة والمقادير التي نخبز بها، كما أننا واثقون في نظافته، علي عكس الفرن الذى لا نعرف ماهية الطريقة التي يصنعه بها". وأضافت "نخبز العيش في البيت، نستفيد بأكله، كما نقوم ببيعه، وسط إقبال كبير من الأهالي"، مشيرة إلي أن "كثير من أهالي المنطقة ينتظرون الأيام التي نقوم فيها بخبزه حتى يقومون بشرائه". كما أوضحت أن "صناعة الخبز بالمنزل لا تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، وبحساب التكاليف لن تجدها عالية، في مقابل الحصول على خبز ذو طعم جيد". وضربت مثلا "6 كيلوجرامات من الدقيق تصنع قرابة 30 رغيفا من الحجم الكبير، حيث يكفى الرغيف الواحد كوجبة لفرد واحد". وتابعت "3 ساعات كل يومين تكفى لصناعة ما نحتاج للأكل وللبيع"، مشيرة إلى أن "سعر الرغيف ب 50 قرشا تقريبا، يكفى لتغطية تكاليف إنتاجه، وتحقيق هامش ربح مناسب". وعلي غرار، قرى مصر، تجد ظاهرة إنتاج الخبز البيتي في بلدان أخرى، كما هو الحال في القرى التركية، حيث ترى السيدات الريفيات وقد جلسن أمام الأفران داخل البيوت لصنع وتجهيز العيش (الخبز) داخل المنزل، بدلا من شرائه من المخابز التجارية. إلا أن ثمة اختلافات بين الاثنين، ففي الوقت الذي تضع فيه السيدة المصرية زيت الذرة علي العجين المصنوع من الدقيق، تقوم نظيرتها التركية بوضع زيت الزيتون لتعطيه النكهة الخاصة به، خاصة في ظل كساءه بالزعتر والتوابل المميزة.