جددت السعودية، اليوم الاثنين، دعوتها إلى سحب جميع المقاتلين الأجانب من سوريا وإيجاد مناطق آمنة للمدنيين السوريين وممرات تسهل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها. جاء هذا خلال جلسة مجلس الوزراء، الذي ترأسها الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، وعقدت اليوم الاثنين، في قصر اليمامة بالعاصمة الرياض. وأوضح وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، في بيانه لوكالة الأنباء السعودية، عقب الجلسة، أن مجلس الوزراء، استعرض عدداً من التقارير عن مستجدات الأحداث وتطوراتها في المنطقة والعالم. وبين أن المجلس جدد المواقف الثابتة للمملكة العربية السعودية في إدانة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره وفي كل مكان بالعالم مهما كانت دوافعه وأسبابه وأهدافه بوصفه جريمة لا ترتبط بعقيدة أو شعب أو عرق أو جنس. وشدد في هذا السياق على ما اشتملت عليه كلمة المملكة العربية السعودية، أمام الجلسة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا الثلاثاء 25 فبراير الماضي، من" إدانة للأعمال الإرهابية التي يرتكبها النظام الحاكم في دمشق ضد أبناء الشعب السوري، ومطالبة بتحديد المسؤولية عن تلك الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية وجرائم الحرب وإحالتها إلى العدالة الدولية، وسحب جميع المقاتلين الأجانب من سوريا، وإيجاد مناطق آمنة للمدنيين السوريين وممرات تسهل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين إليها". ويقاتل حزب الله بشكل علني إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي، في حين يشارك عدد من اللبنانيين في القتال إلى جانب قوات المعارضة. وبينما تنفي طهران تواجد قواتها العسكرية على الأراضي السورية مؤكدة أن دعمها لبشار الأسد لا يتعدى دائرة الاستشارة العسكرية ونقل التجارب، تنقل وسائل إعلام سورية بين الحين والآخر أنباء عن مقتل ضباط من الحرس الثورى افيراني في القتال في سوريا. وفي نوفمبر الماضي، كشف عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، جواد كريمي قدوسي، عن تواجد المئات من الكتائب الإيرانية على الأراضي السورية دعماً لبشار الأسد، الأمر الذي نفاه المتحدث باسم الحرس الثوري، رمضان شريف، واصفاً الدعم الإيراني لحكومة الأسد بالاستشاري فقط. وعلى صعيد القضية الفلسطينية، بين خوجة أن مجلس الوزراء حذر من "تزايد الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى المبارك والدعوات التحريضية والعنصرية للاعتداء عليه ". ودعا المجلس- بحسب خوجة- المجتمع الدولي ممثلاً في جميع الدول والمنظمات ذات العلاقة لتحمل مسؤولياته الكاملة في الحفاظ على مدينة القدس وجميع المقدسات الإسلامية وحمايتها من التهديدات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل باحترام ما نصت عليه قرارات وقوانين الشرعية الدولية. واقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية، صباح اليوم الإثنين، ساحات المسجد الأقصى، واعتقلت أحد طلاب مصاطب العلم بالتزامن، حسبما أفاد أحد حراس الأقصى. وتأتي عملية اقتحام اليوم، في وقت حذرت فيه مؤسسة الأقصى للوقف والتراث (فلسطينية غير حكومية وتعني بشؤون المقدسات) من إعلانات تطلقها جماعات يمينية إسرائيلية لتنفيذ اقتحامات كبرى للمسجد خلال هذا الأسبوع والأسابيع القادمة. واقتحم أمس الأحد، قرابة 78 مستوطناً إسرائيلياً برفقة الحاخام، يهودا غليك، ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة (إحدى بوابات المسجد في الحائط الغربي له والمؤدية إلى ساحة البراق أو ما يسميه الإسرائيليون حائط المبكى) وسط حراسة مشددة من قبل الشرطة الإسرائيلية، بحسب حارس بالمسجد. ويتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات شبه يومية يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين لتنظيم جولات استرشادية حول الهيكل المزعوم، الأمر الذي يثير حفيظة الفلسطينيين، وتسفر أحياناً عن اندلاع مواجهات بين الطرفين. و"الهيكل" حسب التسمية اليهودية، هو هيكل سليمان، أو معبد القدس، والمعروف باسم الهيكل الأول، الذي بناه النبي سليمان عليه السلام، فيما يعتبره الفلسطينيون المكان المقدس الذي أقيم عليه المسجد الأقصى المبارك ويعرف بالمسجد الأقصى.