اليمنيون بين جمعة "الاصرار" لرحيل صالح و"الحوار" لبقاء النظام الرئيس اليمنى على عبد الله صالح صنعاء: وسط احتشاد الالاف من مؤيديه دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ظهر الجمعة ، أحزاب اللقاء المشترك "المعارضة" لتحكيم ضمائرهم والجلوس الى الحوار من اجل استقرار اليمن. وفي كلمة مختصرة بثها التليفزيون اليمني وجه صالح ، كلمته الى المعارضة المتمثلة في احزاب اللقاء المشترك قائلا : "كفاكم كذب على الشعب جماهيرنا في ساحة السبعين نبادلكم الوفاء بالوفاء ونحيكم".
وتابع قائلا : "ندعو اللقاء المشترك ان يحكموا ضمائرهم وان ياتوا للحوار ونلتقي على كلمة سواء من اجل استقرار الوطن" ، وحيا صالح المؤسسة العسكرية ورجال الامن على تحملهم لتلك الاحداث واستمرارهم في تأيدة واجبهم . واستعد معارضو النظام اليمني وأنصاره للخروج منذ الساعات الاولى من صباح الجمعة في صنعاء وغيرها من مدن البلاد للمشاركة في "جمعة الحوار" لتأييد النظام ، و"جمعة الإصرار" للمطالبة بإسقاطه والرحيل الفوري للرئيس علي عبدالله صالح . وأطلق المتظاهرون المناهضون للنظام والداعون إلى تنحي صالح اسم "جمعة الإصرار" على تظاهرات اليوم بينما سماها أنصار النظام "جمعة الحوار". ويواجه صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاما حركة احتجاج تطالب بتنحيه منذ نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، وأسفرت التظاهرات التي تخللتها أعمال عنف أحياناً، عن سقوط مئة قتيل. جمعة الحوار ويتجمع مؤيدو الرئيس صالح بميدان السبعين أكبر ساحات العاصمة اليمنية الذي تتجاوز سعته مليون شخص ، حيث تبدأ عقب صلاة الجمعة فعاليات مهرجانات خطابية بالتزامن مع مهرجانات مماثلة بالمحافظات اليمنية حرص الحزب الحاكم "المؤتمر الشعبي العام" على تنظيمها كل أسبوع منذ أكثر من شهر ونصف الشهر. وتعبر هذه الجماهير عن وقوفها خلف القيادة السياسية ممثلة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ، كما تطالب بضرورة تجاوز الأزمة السياسية الراهنة عبر الحوار مع القوى السياسية على الساحة اليمنية ، وللتعبير عن تأييدها للمبادرة الخليجية الداعية لحل الأزمة عبر الحوار بما يحفظ أمن واستقرار ووحدة اليمن ، وانتقال السلطة بطريقة آمنة وسلسة . وبدأ أنصار صالح منذ بضعة أسابيع ينظمون تظاهرات دعما للنظام حاشدين كل جمعة عددا كبيرا من اليمنيين المؤيدين للرئيس. جمعة الاصرار في المقابل يتوافد منذ الصباح الباكر الآلاف من اليمنيين على ساحات المعتصمين المناهضين للنظام ساحات "التغيير والحرية وغيرها" سواء بالعاصمة صنعاء أو المحافظات اليمنية استعدادا لتنظيم مهرجانات خطابية تحت اسم "جمعة الإصرار" والتي تبدأ فعالياتها عقب صلاة الجمعة . ويطالب هؤلاء في مسيراتهم الاحتجاجية بإسقاط النظام الحاكم باليمن ، الرحيل الفوري للرئيس صالح وأفراد عائلته عن السلطة ، والتعبير عن رفض المبادرات التي لا تؤدي إلى تحقيق مطلب الرحيل الفوري لصالح. وفي تعز خرج نحو مليون متظاهر في ساحة الحرية يطالبون بمحاكمة الرئيس ، فيما اشارناشط سياسي من عدن الى وجود اصابات خطيرة بين المتظاهرين برصاص قناصة الليلة الماضية. وقال رجال دين وزعماء قبائل يمنيون "انهم سيؤيدون مطالب ثورة الشباب ودعوا صالح الى التنحي فورا". وفي بيان صدر أمس الخميس في العاصمة صنعاء قالوا "انه يجب الاستجابة للمطالب السلمية للمحتجين وحثوا على التنحي الفوري لرئيس الجمهورية واقالة كل اقاربه من الجيش وأجهزة الامن". مهلة خمسة أشهر فيما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح طلب من دول الخليج مهلة خمسة أشهر لتسليم السلطة سلميا لنائبه بحجة خشيته من حدوث اضطرابات في حال التسليم الفوري للسلطة". بينما وافقت المعارضة على مهلة أقصاها ثلاثون يوما لنقل صلاحيات الرئيس للنائب والتنحي الفوري. وقالت مصادر بالمعارضة اليمنية إن المعارضة تنتظر مذكرة تفسيرية وتوضيحات من دول الخليج حول بند الجدول الزمني لنقل السلطة وتفاصيل الضمانات المطلوب تقديمه للرئيس وأقاربه ورموز نظامه. ويشار الى ان صالح وافق على التنحي في إطار عملية منظمة مع احترام الدستور وقال "إنه قبل خطة دول الخليج للخروج من الأزمة التي تطلب منه تسليم صلاحياته إلى نائب الرئيس". وقال محمد المتوكل وهو أحد زعماء المعارضة البارزين "إن المعارضة تؤكد مجددا على الحاجة للإسراع بعملية تنحي صالح في غضون أسبوعين ولذا فإنها لن تذهب للرياض".