مشروع يجعل توصيات المجلس ملزمة للحكومة شراكة مع مؤسسة "الأهرام" في توزيع ونشر الإصدارات الثقافية ثلثا أعضاء المجلس مختارين لأسمائهم .. وآليات لوصول الجوائز لمستحقيها انتقادات صارخة لقصور الثقافة .. ورئيسها يخرج غاضبا بعد اتهامه بالفشل الشوباشي تنسحب اعتراضا على "حكم العسكر" .. وبغدادي : لسنا خيل الحكومة!! الرقابة لن تكون إلا على المصنفات الإباحية والتي تزدري الأديان فضائية للثقافة .. ومطلب بتشبيك قطاعات الوزارة ودعم الأقاليم أعلن الدكتور سعيد توفيق ، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة في مصر، مساء أمس ، عن سلسلة مشروعات جديدة لتطوير لائحة المجلس وجوائز الدولة المصرية والتي من شأنها ضمان تمثيل المبدعين من كافة الفئات العمرية والجغرافية في مصر ، وتحقق وصول جوائز الدولة لمستحقيها. وخلال الملتقى التشاوري للجان المجلس الأعلى للثقافة الذي احتضنه مسرح الهناجر أمس، قال توفيق أنه آن الأوان لكي يعود المجلس لدوره الذي أفرغ منه منذ أن دشنه الرئيس السادات في مطلع الثمانينات، وهو رسم السياسات الثقافية العامة لمصر، وأكد أن توصيات المجلس لا قيمة لها إن لم يضغط المثقفون لتصبح ملزمة لأي حكومة مقبلة ، بحيث تتحول وزارة الثقافة لدور تنفيذي ويكون المجلس هو العقل الذي تستند إليه. وقال الدكتور سعيد توفيق، أنه واجه محاولات إغرائه من قبل نظام الإخوان المسلمين الذي هدد بشدة هوية مصر، ورفض ذلك واستقال من المجلس، وتلت ذلك محاولة التأثير سلبا على مصادر تمويل المجلس . ويقوم المشروع الجديد لجوائز الدولة على ترشيح لجان فرعية بكافة المجالات، تمنح كل منها جائزة الدولة بحيث يشرف عليها المختصون، وتتشكل كل لجنة من 15 خبيرا بهذا المجال ، وذلك على أن يكون ثلاثة منهم على الأقل مختصون في التخصص النوعي للعمل المرشح او مجمل أعمال المرشح في حالة جوائز النيل والتقديرية. ويبين المشروع الأسس التي تفرق بين جوائز النيل والتقديرية والتفوق والتشجيعية والتي شابها خلط كبير في الماضي. تخلل الملتقى مشادة بين أحد أعضاء المجلس والدكتور سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة، الذي اتهم وزير الثقافة في الحكومة المستقيلة، الدكتور صابر عرب، بأنه يمد عقود بعض القيادات بغير أن يكونوا كفء، واتهم صراحة الدكتور سعد لكونه تخطى سن المعاش ومع ذلك مستمر في منصبه ، بما يخل بتوجه تغيير الدماء بقيادات المؤسسات الثقافية .وقد انتقد الشاعر محمد أبودومة التوجه للتقليل من شأن "عبدالرحمن" وهو ما أقرته المنصة أيضا، وقال أنه شاعر مهم ومتجدد وله إنجازات مهمة منها إعادة طباعة الأعمال التراثية الهامة وكذلك الترجمات والأعمال الكاملة للأدباء بميزانية محدودة للغاية. أعلن الدكتور سعيد توفيق أن المشروع الجديد يجعل الرقابة على المصنفات "البورنو" وليس على الإطلاق، وتلك المواد المسيئة للأديان أو التي تحوي ألفاظا متفق على بذائتها . في حديثه أكد الدكتور سعيد توفيق أن أي دولة تقوم على دستور وسيف يحميه، فالعبرة ليست بالنصوص المجردة التي تنص على استقلالية مؤسسات الثقافة عن الحكومات، ولكن العبرة بالإرادة السياسية والتطبيق . وبخصوص جوائز الدولة، فبحسب تأكيد الأمين العام، ستوزع استمارات لتقييم كل مبدع مرشح بناء على اعتبارات عديدة . تحدث "توفيق" كذلك عن تضمين المشروع الجديد لفكرة أن يكون ثلثي أعضاء اللجان من المعينين أو المختارين لأسمائهم وليس لمناصبهم بوزارة الثقافة، بما يضمن أن يكون الغالب على المجلس هم الكتاب وليس الموظفين التابعين للوزارة . على أن يكون الاختيار وفق معايير معلنة وواضحة لكي لا يحدث التباس كما تحدث توفيق عن دعم المجلس الفترة الماضية للفرق الفنية المستقلة والتي عرضت مسرحيات أمام ساحة المجلس ك"دستور يا بلدنا" و"على شرف مواطن مصري" ، وتحدث عن خطة نشر طموحة تبناها المجلس العام الماضي ومشروع الشراكة مع مؤسسة الأهرام في النشر والتوزيع. اقتراحات لجان المجلس الدكتور خالد عبدالجليل، عضو لجنة السينما، قدم اقتراح أعضاء اللجنة التي يرأسها المخرج خالد يوسف، وهي أن يقوم المجلس برسم السياسات الثقافية ومتابعة تنفيذ الحكومة لها وتقييم النتائج، وأن يتولى اختيار مجالس إدارات البيوت الثقافية والفنية المختلفة والهيئات التابعة لوزارة الثقافة، وألا يكون تعيين أمين المجلس من قبل الحكومة حتى لا يكون تابعا لها كما كان في الماضي. أحمد السيد، عضو لجنة المسرح، قدم اقتراح اللجنة التي يرأسها الدكتور سامح مهران، بأن يلتف المثقفون حول وزير ثقافة مخلص بديلا عن الدكتور صابر عرب الذي تولى أربع وزارات للثقافة لأربعة أنظمة مختلفة أيديولوجيا ومتباينة في توجهاتها ومنها المجلس العسكري والإخوان المسلمين والحكومة الانتقالية بعد 30 يونيو، وانتقدوا أن تتبنى لجان المجلس ذات المشكلات التي كانت تتناولها من ثلاث سنوات وهو ما يدل على أن الحكومة تنظر للمجلس باعتباره مجلس للكلام وتوصياته غير ملزمة بالمرة، فلجنة المسرح لاتزال تبحث الآن أزمة الثقافة الجماهيرية والمسرح المستقل والبيت الفني. وقد دعت ورقة المسرح كذلك لأن يهتم المجلس ببناء البشر وليس القوانين، وأن يرعى الحوار مع كافة التيارات حتى تلك الموصومة بالإرهاب لأن ذلك هو دوره المهم. الدكتورة زبيدة عطا، مقررة لجنة التاريخ، تحدثت عن الحاجة للدعاية لأنشطة المجلس المهمة، والتي تتعلق بكل ما يشغل المواطن المصري كأزمة مياه النيل والعلاقة مع إفريقيا . كما تساءلت "عطا" عن آلية مراقبة تنفيذ الحكومة للتوصيات التي تخرج بها اللجان وأنشطة المجلس، وما التصرف في حالة عدم تلبية الحكومة لتلك التوصيات ؟! وأخيرا دعت لتسهيل آلية نشر أنشطة المجلس بربوع مصر المختلفة لتعميم الفائدة . الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي وعضو المجلس، دعا لدعم ميثاق الشرف الثقافي الذي أعده المثقفون في عصر الإخوان المسلمين الذين حاولوا الاستيلاء على الوجدان المصري وتشويه الثقافة المصرية ، وأبدى خشيته من الخروج من الحكم الديني والدخول ب"حكم العسكر" وهنا انتفضت الكاتبة الكبيرة فريدة الشوباشي وقالت "أين حكم العسكر الذي تتحدثون عنه؟" وانسحبت غاضبة . حسين البنهاوي ، خبير النشر وعضو المجلس، دعا لتقديم تصور جاد لمفهوم الثقافة التي يتبناها المجلس، باعتبار أن تحديد المفاهيم وسيلة للإصلاح، وقال أن الثقافة يجب أن تندرج بجدول أعمال عدد كبير من الوزارات، لتبقى وزارة الثقافة باعتبارها فقط من تملك أدوات تنفيذ تلك الأجندات. الدكتور مسعد عويس، مقرر لجنة ثقافة الشباب، دعا لتدشين مرصد للثقافة بكل محافظات مصر، ولتواصل كافة لجان المجلس بشكل مستمر، فيما دعا الدكتور شوقي جلال ، مقرر اللجنة العلمية، بأن يتم تحديد معايير منح جوائز الدولة ، ودعا لجائزة تحمل اسم "الوفاء" لكل من فاتهم التكريم وبذلوا جهودا مضنية لخدمة الوطن واقترح أن يكون بينهم الشيخ علي عبدالرازق والنحات مختار . المخرج فهمي الخولي، دعا لمحاسبة وزير الثقافة السابق الدكتور صابر عرب على المهرجانات الفاشلة التي قادتها الوزارة بدون مبرر ، وهاجم رئيس هيئة قصور الثقافة الذي اعتبره فاشلا بأداء أي تطوير واستمر بمنصبه – بحسبه – لصلته بوزير الثقافة رغم تخطيه سن المعاش ، فرد عليه سعد عبدالرحمن بغضب بأن المسألة ليست مكافأة ولا راتب ولكن مسئولية يتحملها . عز الدين نجيب، مقرر لجنة الفنون التشكيلية، أكد أن الإصلاح يبدأ بالإرادة للتغيير والقدرات التنفيذية وليس بالنصوص واللوائح، ودعا للتشبيك بين قطاعات وزارة الثقافة التي تعمل كجزر منعزلة ، ودعا لحضور ممثلي الجهات التنفيذية اجتماعات المجلس، لتفعيل التوصيات على أرض الواقع، وانتقد بشدة الصلاحيات غير المبررة لصندوق التنمية الثقافية الذي خرج عن سياق كونه صندوق لرعاية المواهب والثقافة وضم له الوزير قطاعات تنفيذية كالسمبوزيومات بأسوان والأقصر وقطاع الحرف ومركز الخزف ، إضافة إلى ضم رئيس الصندوق لمكتب الوزير نفسه !! وأخيرا طالب نجيب بخريطة للعمل الثقافي في مصر . الكاتب محمد بغدادي، تحدث بغضب معلقا على مطالبة الأمين العام الدكتور سعيد توفيق بأن يتولى الشباب قيادة الدفة بالثقافة، وقال : لسنا خيل الحكومة نضرب بالنار الآن بعد أن شاركنا بكل التظاهرات من الخمسينات من القرن الماضي نحو الحرية ورفع الظلم . من جانبها، اقترحت الدكتورة دلال عبدالهادي عضو لجنة الاقتصاد التي يرأسها الدكتور احمد السيد النجار، لأن يتم فتح كافة قصور الثقافة لاستقبال أنشطة المجلس وتسهيل مهمة الأعضاء للوصول لربوع مصر . الشاعر جمال بخيت، عضو لجنة الشعر، دعا لتفعيل مواثيق حماية الملكية الفكرية للمبدعين المنتهكة بشكل صارخ بما يخالف نص المادة الدستورية 169 بالدستور الجديد ، فيما دعا الناقد والشاعر شعبان يوسف لفضائية للثقافة المصرية تخاطب العالم . أما الدكتور احمد مرسي، مقرر لجنة الفنون الشعبية، فاقترح بورقته أن يهتم المجلس بالتنمية وأكد أن أمريكا اكتشفت أن أكبر مقوم لاقتصادها ليس السلاح ولا الدواء بل .. الصناعات الثقافية . الشاعر الكبير أحمد حجازي، مقرر لجنة الشعر، دعا لمراجعة نشاط المجلس منذ الخمسينات للاستفادة في رسم الخارطة الثقافية المقبلة، ودعا للتفريق بين معايير منح جوائز الدولة المختلطة حاليا، أخيرا دعا لأن تتخلى وزارة الثقافة عن المسرح التجاري وتهتم بالمسارح القومية ، وقال أن مصر حين كان سكانها 40 مليون كان بها 20 مجلة، واليوم بها 3 مجلات ثقافية فحسب! الكاتبة المسرحية رشا عبدالمنعم، دعت لتمكين الشباب بالمؤسسات الثقافية، ودعم المجلس للنشاط الأهلي المستقل، والفنون المستقلة، وهي من توصيات مؤتمر المثقفين في المواجهة الأخير، وانتقدت أسلوب عمل قطاع العلاقات الثقافية الخارجية الذي يختار بمزاجية شديدة الأعمال المشاركة المعبرة عن مصر بالخارج والتي تخالف ترشيحات الثقافة والفنون في مصر. من جانبه، دعا الدكتور السيد فضل، مقرر لجنة الدراسات الأدبية، لتدشين لجنة جديدة لإفريقيا ، فيما دعا عزت عبدالكريم لحلول غير تقليدية لقضية تمويل المجلس والدعم المادي والمعنوي، وقال أننا بحاجة لمراجعة ما هو عمل قصور الثقافة الآن ، أما الناقد الأدبي الدكتور شريف الجيار، فدعا لأن يكون هناك فرع للمجلس بكل محافظة ، ودعا للاهتمام بالمناهج التعليمية التي تدرس للطلاب وضبط جودتها، وأخيرا دعت الدكتورة إيمان مهران لفتح قصور الثقافة والتركيز على دور ملحقيات الثقافة بالخارج واقترحت أن يكون أعضاء المجلس من خارج المرشحين لجوائز الدولة. أخيرا، دعت الأديبة عزة بدر، عضو لجنة القصة، للخروج من الغرف المغلقة والنزول للناس بالشارع والتواصل معهم، وإجراء استبيانات لمعرفة مطالب الشارع من المثقفين ، لأن المجلس لابد أن يتخلى عن نظرته لكونه يضم "نخب" وعليه أن يعي أن المثقف هو المتفاعل مع واقعه ومجتمعه.