نفت وزارة الداخلية العراقية على لسان الناطق الرسمي باسمها العميد سعد معن أن الأنباء التي تناولتها بعض وسائل الإعلام بشأن سيطرة العناصر الإرهابية على قضاء المسيب جنوببغداد شمال محافظة بابل عارية عن الصحة، مبينا أن القوات الأمنية هي التي تمسك الأرض وتحكم سيطرتها على جميع مناطق القضاء. لكن رئيس مجلس قضاء المسيب قاسم مطشر المعموري، أعلن في مؤتمر صحفي الاثنين أن "قضاء المسيب ساقط عسكريا بيد الجماعات المسلحة"، متهما حكومة بابل بعدم تنفيذ أي مطلب من مطالب القضاء، وتشكيل قوة أمنية لإحكام السيطرة عليه. على صعيد متصل، أبلغ مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة بابل صحيفة "الشرق الأوسط" أن المسلحين الذين باتوا يحاصرون قضاء المسيب ويمطرونه بوابل من قذائف الهاون يتدفقون إليه من عامرية الفلوجة المفتوحة على القضاء من جهة محافظة الأنبار. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "مناطق شمال بابل تحولت إلى حواضن للجماعات المسلحة التي باتت مدعومة من بعض العشائر في المنطقة التي توفر لها الحماية". موضحاً أن هذه العشائر باتت ترفض حتى مبادرات الصلح مع الجهات الأمنية. وبينما يعد الإعلان عن سقوط المسيب عسكريا بيد الجماعات المسلحة تطورا خطيرا فإنه وطبقا لمصدر في عمليات الأنبار أمهل قيادي في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" عناصر شرطة ناحية عامرية الفلوجة حتى يوم الجمعة لإعلان توبتهم وتسليم الناحية لفتح الطريق أمام عناصر التنظيم للوصول إلى العاصمة بغداد. بدورهم، أكد المصدر أن أهالي الناحية ناشدوا الجيش التدخل لحمايتهم. وأضاف المصدر أن "نحو خمس سيارات نوع (بيك أب) يستقلها نحو 25 مسلحا ينتمون إلى تنظيم (داعش) ويرتدي قسم منهم أحزمة ناسفة حاصروا، يوم الخميس الماضي، بعد صلاة العصر مركز شرطة ناحية عامرية الفلوجة، غرب الرمادي)". وأشار إلى أن "أمير المجموعة المسلحة طالب مدير المركز والمنتسبين بإعلان توبتهم هم وأسرهم وتسليم أسلحتهم، وفتح الطريق أمام المجاميع المسلحة للدخول عبر عامرية الفلوجة، للتوجه نحو أطراف العاصمة بغداد، عبر جسر الدوبة في منطقة بزيبيز، وسط الناحية".