حصان البحر يعد حيوانا غريبا سواء أكان من ناحية شكله الخارجي أم من ناحية تركيبة جسمه، يتراوح طوله بين 4 : 30 سم، ويعيش بصورة عامة بين الطحالب الموجودة على الشواطئ وبين النباتات البحرية، ويحاط جسمه بغلاف شبيه بالعظم يكون بمثابة درع واق لجسمه من الأخطار الخارجية، ويكون هذا الدرع الواقي قويا وصلبا، ولا يمكن كسر جسد يابس ميت لحصان البحر إلا بصعوبة بالغة. يتخذ رأس هذا الحيوان وضعا عموديا على باقي الجسم، ولا يوجد نظير لهذا الشكل فى أجسام باقى أنواع الأسماك، ويسبح هذا الحيوان بجسمه فى وضع قائم عمودى، ويستطيع أن يحرك رأسه إلى الأعلى وإلى الخلف، ولكنه لا يستطيع تحريكه يمينا أو يسارا ، ولو كانت هذه الميزة موجودة فى باقى الحيوانات لتولدت لديها صعوبة بالغة فى مسألة النظر، ولكن هذه الصعوبة لا يعيشها حصان البحر، ويرجع ذلك إلى أن عينى هذا الحيوان مستقلتان عن بعضهما ، وتتحرك إحداهما مستقلة عن الأخرى وفى جميع الاتجاهات، وبذلك يستطيع حصان البحر أن يرى جميع ما حوله بسهولة حتى وإن لم يستطع تحريك رأسه نحو الجانبين. وسباحة هذا الحيوان فى الماء تتحقق بواسطة جهاز خاص موجود فى جسمه ، وهو عبارة عن أكياس خاصة موجودة فى جسمه يملؤها الحيوان بنوع من الغازات، ومن خلال التحكم في كمية الغاز بهذه الأكياس يستطيع الحيوان أن يتحرك صعودا ونزولا، وإذا حدث أن ثقبت هذه الأكياس ولو بمقدار ضئيل جدا فإن حصان البحر يفقد كمية من الغاز وبالتالى يهبط إلى القاع, وهذا الوضع يعنى تعرض الحيوان إلى الموت لا محالة. ومن أغرب سمات حصان البحر أن الذكر يقوم باحتصان بيض الأنثى، فالجزء السفلى من جسم الذكر وبالتحديد منطقة البطن تتميز بأنها غير مغطاة بالدرع الواقى المذكور، وتحتوى هذه المنطقة على كيس واسع له فوهة شبيهة بالثغرة، وتضع الأنثى بيضها مباشرة فى هذا الكيس، أما الذكر فيقوم بإخصاب هذا البيض المتراكم فى الكيس، ويتحول الجلد المبطن لهذا الكيس بعد مدة إلى تركيب إسفنجي الشكل، ويمتلئ بالأوعية الدموية التى تمد البيض بالمواد الغذائية اللازمة، وبعد شهر أو شهرين يخرج الصغار من الكيس وهم نسخة طبق الأصل من أبويهم. إن حصان البحر يعد نوعا واحدا من الأنواع الكثيرة جدا للكائنات البحرية، ويتميز بخصائص ومزايا غريبة جدا بالنسبة إلى باقى الأنواع، وهذه الغرابة تعكس القدرة الإلهية في الخلق والتصوير.