جسدت محافظات مصر في شخصيات ليستوعبها الطفل قصصي تعالج سلوكيات الأطفال السلبية وتقدم حلولاً لها الطفل الآن منفتح واستهلاكي يصعب إرضاؤه نصائح للأمهات: كيف تعالجين إدمان الكرتون، والخوف من التطعيم بقصص الأبناء يمكن للآباء غرس عادة القراءة في نفوس بنائهم صيدلانية بدرجة كاتبة أطفال، استهوتها الكتابة للأطفال منذ كانت في الصف الابتدائي، حققت حلمها وظهرت أعمالها لتعالج سلوكيات غير محببة يرتكبها الأطفال، وهي رائدة سلسلة "التنمية البشرية" التي منها عناوين: "أنا والغضب"، "أنا والخجل"، "أنا والسلبية"، وغيرها من الأعمال. هي دكتورة إيناس فوزي، التي تحتل أعمالها الأكثر مبيعاً في مكتبات الأطفال، حاورها "محيط" للتعرف على أعمالها الموجهة للطفل، والفرق بين أطفال الآن، والأجيال السابقة، وبماذا تنصح الأسر لغرس عادة القراءة في نفوس أبنائهم، وكيف يتغلبون على سلوكيات أبنائهم السلبية دون غضب أو عصبية..إلى نص الحوار. متى بدأت علاقتك بالكتابة للأطفال؟ أكتب للأطفال منذ كنت في الصف الثالث الابتدائي، وكانت أول قصة كتبتها بعنوان "المغامرون الستة"، وقد تحمس والدي الراحل لها، وطلب من سكرتيرته آنذاك أن تكتبها على الآلة الكاتبة، وغلّفها لتكون أول قصة منشورة لي. ورغم أنني درست في كلية الصيدلة، إلا أنه بسبب حبي للكتابة التحقت بمعهد السينما قسم السيناريو لسنة واحدة، ورغم ترددي في الكتابة إلا أنني تعاونت مع دار نشر وشركة "ينابيع" واكتشفتني مهندسة كانت تعمل لديهم، وأتاحت لي الفرصة للكتابة، ورحبت بأعمالي وكان أول كتاب لي معهم بعنوان "أنشطتي المرحة" وهو موجه لطفل ما قبل المدرسة، لتنمية مهاراته الأساسية. هل كتبت للأطفال فيما بعد سن الحضانة؟ هذا ما حدث بالفعل، فبعد كتابي "أنشطتي المرحة"، توسعت وأصدرت سلسلة تتحدث عن محافظات مصر كلها. فقد جعلت كل محافظة تتجسد في شكل شخصية، وبالعلم والمعرفة تعرفنا على خصائصها ومميزاتها. بعدها قدمت سلسلة عن البيئات المختلفة، الساحلية، والصحراوية، والزراعية، والغابات، والقطبية، وهي عبارة عن خمسة أصدقاء من قطرات المياه، كل منهم يعرف باقي أصدقائه على بيئته. وهي فكرة جيدة لزرع المعلومة في أذهان الأطفال دون أن ينسوها. كذلك كتبت عن الحواس الخمس وهي تناسب الأطفال من سن أربع سنوات إلى ثمانية، وكانت بعنوان "نون واللمس"، وتحدثت بها عن الجلد والشم والتذوق، وغيرها. ماذا عن الأعمال الأخرى الخاصة بالتنمية البشرية للأطفال؟ مجال التنمية البشرية للطفل أمر محبب للآباء والأمهات، فهو يساعدهم على تقويم سلوك غير محبب بأبنائهم، والفكرة دائماً تكون بتوفيق من الله، لكني أكتب عن مشكلات عايشتها مع أولادي، فقد كتبت عن معالجة مشكلات مثل: "الشجار بين الإخوة"، "الخوف من المدرسة"، "الخوف من التطعيم"، "كراهة طعام الأم"، "إدمان الكرتون"، "اللعب بالأشياء الخطيرة"، وذلك من خلال شخصية حيوان يقوم بدور الطبيب وهو بالتحديد "فيل"، يستمع لشكاوى الأطفال ويقوم باستيعاب مشكلته ومساعدته على حلها. كذلك هناك سلسلة بعنوان "سلوكي في حكاية"، وفيها يتحدث الجماد عن الأطفال ويشكو منهم، فمثلاً ضمن الحكايات طفل اعتاد ان يرمي "الكرسي" حينما يقابله، فيشكو الكرسي منه ويقرر إلقاء نفسه في سلة المهملات، نظراً لمعاملة الطفل السيئة له!. كذلك تروي السلسة عن طفل اعتاد أن يحطم ألعابه القديمة، وغيرها من الحكايات. كذلك عالجت المشكلات الخاصة بالبنات، وهي سلسلة بعنوان "الغزالة ريما"، فمثلاً الغزالة تشكو من لونها، تريد أن تكون بيضاء مما يوقعها في عديد من المشكلات، كذلك تعالج الغزالة وهي البطلة الأساسية مشكلة الشعر الطويل، ورغبة بعض البنات في أن يصبح شعرهن طويلاً، وغيرها من المشكلات التي تعاني الفتيات منها في مثل هذا العمر. لكِ في المكتبات أيضاً سلسلة بعنوان "حكاية بنت".. لماذا تستحوذ الفتيات على كثير من أعمالك؟ لأن البنت في سن الإبتدائي والإعدادي تكون مشكلاتها كثيرة، وكل عنوان من السلسلة يتناول مشكلة ويقدم لها حلولاً، فمثلاً هناك البنت التي ترغب في أن تصبح ولداً، وتتصرف مثل الأولاد وترتدي زيهم. وهناك البنت البدينة التي تعاني من أن شعرها ليس ناعماً، وهذا الأمر يسبب لها عقدة كبيرة، والتقطت هذه المشكلات إما من بناتي أو صديقاتهم، فابنتي لديها بالفعل صديقة تريد أن تتحول إلى صبي!. احتلت سلسلة "مشاعر صغيرة" المرتبة الأولى في قائمة الأكثر مبيعاً بمكتبات الأطفال..ماذا عنها؟ هذا توفيق من الله، فقد تعمقت في الكتابة للطفل منذ أربع سنوات، وأصبحت ألتقط المشكلات وأحاول تقديم حلول لها، وفي هذه السلسلة أجعل الشعور هو الذي يتحدث، وقدمت منها أربعة عناوين "أنا والغضب"، "أنا والخجل"، "انا والسلبية"، "انا والخوف"، فمثلاً أجعل شعور الخوف يعبر عن غضبه وانزعاجه من أحد الأطفال الذي دائماً ما يشعر بالخوف، حتى أن شعور "الخوف" غضب منه لأنه لا يتيح له فرصة لإخافة آخرين غيره، ومن خلال هذه السلسة أحاول معالجة شعور الخوف عند الطفل، وكيف يتحول إلى خوف إيجابي. وكذلك أحاول تقديم حلول لمقاومة الغضب، ومساعدة الوالدين على احتواء هذا الشعور لدى أبنائهم. وبالمناسبة، فكثير من الحلول التي أوردها في كتاباتي، أطبقها مع أبنائي، وبالفعل تنجح بعض الحلول في تهدئة أطفالي ومعالجة مشكلاتهم. كما أن أطفالي يقرأون لي ولغيري. ما الفرق بين أطفال الآن وبين الأجيال السابقة؟ الطفل الآن أكثر تفتحاً، ومنفتحاً بشكل أكبر على وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومعرفته بشبكة الإنترنت وسعت مداركه، وأصبح من الصعب إرضاؤه، فلابد أن يقدم الشئ له في إطار مبهج وجذاب، كما أن الطفل أصبح استهلاكيا بشكل كبير، ينصرف تماماً عن القراءة، لذلك نحاول استعادته عبر الكتابات الجذابة. بماذا تنصحين الأسر لغرس عادة القراءة في أبنائهم؟ أنصح الأم بأن تقرأ كثيراً لطفلها، قبل أن يعرف هو يقرأ، تحكي لهم قصص كثيرة، ولتبدأ بقصص الأنبياء فهي مشوقة جدا للأطفال، كذلك تغرس بهم قيم وأخلاق راقية، وعلى الأم أن تحاول أن تعالج سلوك أطفالها السلبي في قصة، وهي طريقة غير مباشرة يستجيب لها الطفل بشكل أكبر من النصح المباشر، كذلك على الوالدين أن يحرصوا على إحضار كتب لأبنائهم مثل الحلوى والملابس، حينها فقط سيستشعر الطفل قيمة الكتاب وتصبح عادة القراءة سلوك أصيل في شخصيته، الأمر يتحقق بالممارسة ومعاونة الأم في البداية.