هاجم الجنرال حسين بن حديد قائد العسكرية الثالثة مستشار وزير الدفاع الجزائري ليامين زروال سابقا، قائد أركان الجيش الجزائري الفريق احمد قايد صالح واتهمه ب"عديم المصداقية ولا وزن له في الجيش"، مشيرا إلى وجود رغبة أكيدة لدى الرئيس بوتفليقة لتنحية قائد جهاز الاستخبارات. واعترف بن حديد في مقابلة مع صحيفتي "الخبر والوطن" الجزائريتين نشرت اليوم الأربعاء، بوجود صراع بين مؤسسة الرئاسة والمخابرات التي هي جزء من الجيش، وقال إن "الرئيس وأمام عجزه وظف حاشيته من بينها عمار سعداني (الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني) للتلاعب بمصير الجزائر والعمل على إضعاف جهاز المخابرات". وأكد بن حديد أن "بوتفليقة عاجز عن الكلام وعن الوقوف ولا يقوى على المواجهة وربما هو عاجز حتى عن التفكير لكنه أعطى لحاشيته الضوء الأخضر لمهاجمة المخابرات واصفا مهاجمة سعداني لجهاز المخابرات وقائده ب "الخيانة". وأشار بن حديد إلى أن حاشية الرئيس تحاول أن تحمي نفسها من الملاحقة لأنها متورطة في الفساد وتسعى بكل الطرق إلى تجنب المحاسبة، لافتا إلى أن المسألة هي حياة أو موت بالنسبة لها وأن الرئيس لديه رغبة أكيدة في إحالة قائد الاستخبارات على التقاعد. وقال " الرئيس يحاول أن يضعف جهاز الأمن العسكري، ولن يتمكن من تنفيذ مخططه، الرئيس ومحيطه يخافون من المحاسبة، لأنهم يعلمون أن ملفات فساد ثقيلة ضدهم موجودة في هذا الجهاز، ملفات تتحدث عن نهب 37 مليار دولار، وملفات أخرى تتضمن تحويل 12 مليار دولار وقضايا أخرى كثيرة". وأضاف" تنحية توفيق (قائد جهاز المخابرات) تزرع الفوضى والانقسام داخل الجيش، وبوتفليقة يدرك هذا جيدا، ولو أقال توفيق في الوقت الحاضر سيترك انطباعا قويا بأنه انتقم منه، وسيكون لذلك تبعات لا تحمد عقباها، لذلك لن يقدم على هذه الخطوة". وقال بن حديد، انه لا يظن أن المخابرات العسكرية تتدخل في خيارات الانتخابات الرئاسية، بمفهوم حسم النتيجة لصالح مترشح، بينما قد يكون لها رأي كأن تبلغ الرئيس بأنه من مصلحة البلاد أن ينسحب ويرحل عن الحكم. وشدد على ان السعيد شقيق الرئيس بوتفليقة هو المسير الفعلي في الجزائر عن طريق الهاتف، وخصمه اللدود هو المخابرات المعروفة بانسجام ضباطها ولا يمكن زرع الفرقة بينهم. وتابع بالقول "مؤسسة الدفاع والمخابرات مع قائدها توفيق، هي آخر حصن في البلاد، ورغم أن توفيق كبير في السن، يبقى ركيزة البلاد وضروري أن يبقى في منصبه حتى لا تنزلق البلاد إلى الهاوية". ورفض بن حديد تسمية الهيئة التي يقودها الفريق احمد قايد صالح بقيادة الأركان ، متهما صالح ب "عديم المصداقية وان لا أحد يحبه في الجيش وإنما يخشونه بحكم الصلاحيات التي بين يديه". وقال" الجيش منسجم وموحد. قائد المخابرات عجز عن ترويضه أشخاص أقوى من ?أيد صالح. توفيق ذئب من الذئاب الشرسة ليس من السهل التغلّب عليه". وكان بوتفليقة عين في سبتمبر الماضي، الفريق احمد قايد صالح في منصب وزير الدفاع مع احتفاظه بقيادة الأركان. وأعلن بوتفليقة أمس الثلاثاء، رفضه محاولة المساس بوحدة الجيش والتعرض لما من شأنه ان يهز الاستقرار في البلاد معترفا بان التكالب وصل إلى حد لم تعرفه الجزائر منذ استقلالها عن فرنسا عام 1962. وقال بوتفليقة في برقية تعزية لناب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الجزائري اثر تحطم طائرة عسكرية أمس الثلاثاء بولاية أم البواقي شرق البلاد" لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال، فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم". وشدد بوتفليقة، أنه "لا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات أن يعرض الجيش الجزائري والمؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة".