اتجهت دول عظمى إلى تنمية اقتصاديات غير تقليدية، مثل الصناعات الثقافية، وكل ما يتصل بها، فحققت نجاحات عظيمة لكن ترى لماذا غفل العالم العربى عن ذلك برغم امتلاكه كل مقومات هذه الصناعة؟ أجابت المائدة المستديرة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أمس عن هذا السؤال في ندوة أدارتها الدكتورة سهير المصادفة، وحضرها الشاعر أحمد سراج، والناشر شريف بكر و المدون التونسى كمال عيادى. فى البداي، أكد الشاعر أحمد سراج أنه مع سوء الأحوال الاقتصادية عام 2005 واجه العالم أزمة مالية طاحنة، ومع عجز الحكومات على الوفاء بالمتطلبات الأساسية لمواطنيها، وعدم توافر السيولة، حاولت الدول أن تضخ من احتياطياتها لحل المشكلة، فنشطت حركة التحويلات، وبعد 3 ساعات حولت انجلترا أموالا لاستراليا. فكرت الدولة فى مشروع ألمانى تم تدشينه عام 1940 وهو الصناعات الثقافية، فكان الاشكال أن المنتجات تسير على الأرض بينما المال يطير فى الهواء عبر التحويلات البنكية ، ونتيجة لهذا التحول أصبح الاقتصاد الإبداعي هو الأكثر ثباتا واستقرارا، وتضاعفت صادراته فى العالم خلال المدة من 2002 الى 2009 لتصل 712 مليار دولار، وبلغت القيمة الإجمالية للاقتصاد فى الإبداع 3.1 تريليون دولار عام 2005. وظل المعدل تصاعدى بنسبة نمو8% سنويا على الأقل ، فيما نهدر نحن كل يوم فرص المواكبة لهذا الاقتصاد، حيث لدينا فقر فى إدارة ثرواتنا، وليس فى ثرواتنا نفسها، تحديد المشكلة أول طرق العلاج وأهمها تراجع الاقتصاد المصرى بشكل مفزع، والحل هو العمل المنظم واستثمار كل الامكانت الموجودة فى مصر أو التى يمكن ايجادها ومن هذه الامكانات الصناعات الثقافية. وأكد الشاعر أن العبرة باستثمار كل مواردنا وأدواتنا من علماء نخلق بهم مجتمعا علميا، لدينا مثقفون وليس لدينا ثقافة، علينا أولا أن نتعرف على ماهية الصناعات الثقافية، والتى عرفتها منظمة اليونسكو بأنها : الصناعات التى تنتج وتوزع الخدمات الثقافية، بحيث تبين حين النظر فى صفتها أو أوجه استخدامها، أنها تجسد وتنقل أشكالا للتغيير الثقافى، بصرف النظر عن قيمتها التجارية، لكن هذه الصناعات تطورت، عن هذا التعريف الأولى،باضافة التطوير فى هذه الصناعة، من مواقع اليكترونية وفيس بوك الذى تم تقييمه ب10 مليار دولار ، كما يدخل فى هذه الصناعة دعم المواقع الأثرية، منتجات الصناعة الثقافية وصلت الى 10% من اجمالى الصناعات العالمية. وكانت حصة الولاياتالمتحدة من المنتجات العالمية 24 % وكان حصة العالم العرب 1% فقط . ووفق تقرير برنامج الأممالمتحدة الإنمائى، بالتعاون مع المنظمات المتخصصة بشئون التجارة والتنمية، حققت الصناعات الثقافية أو الإبداعية ثروات للعديد من الدول الغربية مثل دول الاتحاد الأوروبى، والولاياتالمتحدة، وأحدثت طفرة فى اقتصاديات دول شرق أسيا مثل الصين واليابان وماليزيا. وقد استحوذ اقتصاد الصين على 21.6 من السوق العالمية بينما جاءت الولاياتالمتحدة ثانية، أما نحن فلا توجد استراتيجيات تخطيطية تدعم هذه الصناعة، ولا مسئولين يحموا هذه التجارة، حيث لا يتم إدراج المتاحف أو البرامج السياحية على قوائم هذه الشركات، مقابل 10% ولا نمتلك متجرا اليكترونيا عربيا حقيقيا، يصدر بينات صادقة أو يعمل بشكل علمى. فى معرض الرياض بالسعودية حضرت توصيل الكتب عن طريق الانترنت ، حين افتتحت مكتبة الإسكندرية تم استحضار المطبوعات والوثائق من المطابع الأميرية،كانت بالملايين بالأمر المباشر، تم نقل وتعبئة هذه الوثائق فى عربات نقل للإسكندرية، وتم تسليمها دون دفاتر تسليم وتسلم، هذه الوثائق لا يعرف عنها شيئا ، ومنها مخطوط الإمام الشافعي الذى سرق من دار الوثائق المصرية. وعندما علم رئيس دار الكتب قال : لدينا نسخه أخرى ! لدينا المقومات المتمثلة للإنتاج الثقافي، لدينا أفكار تهرب للخارج لسهولة تحقيقها، ومعرفة قيمتها هناك، لدينا كل المؤسسات المطلوبة لأن نكون رواد فى الصناعة الثقافية من وزارة ثقافة واتصالات وهيئة عامة للكتاب، لكن لا يوجد لدينا خطة فاعلة حتى الآن لتنهض بها. وقال الناشر شريف بكر : أريد أن أتحدث عن جزء مهم فى عملية الصناعة الثقافية، وهو النشر الاليكترونى، والكتاب الاليكترونى كتعريف : عبارة عن محتوى ثقافى متنوع من فيديوهات أو لنكات أو صور أو فهرس لموضوع متخصص، وهناك أنظمة متطورة جدا لتسهيل عملية القراءة، ومنها أن الجهاز نفسه يقرأ لك النص. ورغم كل مميزاته إلا أن له عيوب، وأهمها: لا يفضل كثير من القراء التعامل مع شاشة، تجهد عينيه، إضافة لتعقيد طرق استخدامه، بالنسبة لغير مستخدمى الكمبيوتر أو الانترنت، على الرغم من بساطة تقليب الصفحات، وعدم وجود هوامش تستطيع تسجيل ملاحظاتك فيها، أما عن المميزات فهى كثيرة جدا ومنها : إمكانية تحمل آلاف الكتب ، نسخها من مكان لآخر بسهولة من التليفون للأي باد أو الكمبيوتر اللوحي ، انخفاض التكلفة مقارنة بالورقي . إمكانية البحث داخل الكتاب، لكن الناشرين لديهم مشكلة في الوصول للقاريء الإلكتروني.