تمكن مواطن فلسطيني من جمع عشرات آلاف المقتنيات التراثية تعود غالبيتها إلى النصف الأول من القرن الماضي، ويعود بعض منها إلى قرون سابقة ترجع إلى عهد صلاح الدين الأيوبي. ونظرا لقلة الإمكانيات فقد اضطر إسحق الحروب (أبو إياد) -وهو معلم متقاعد في العقد السابع من العمر- إلى تحويل طابقين من منزله إلى متحف مزدحم، وغاية أمنياته أن يتمكن من إنشاء متحف خاص بالتراث الفلسطيني يحتضن مقتنياته لتكون مدرسة للأجيال. ووفق فضائية "الجزيرة" القطرية يعيش الحروب في قرية دير سامت غرب الخليل بالضفة الغربية، واستفاد كثيرا من موقعه المتوسط في زيارة جميع بلدات وقرى فلسطين من الشمال إلى الجنوب لممارسة هوايته. بدأ الحروب رحلته بل هوايته منذ أواسط الخمسينيات من القرن الماضي كتاجر متجول، وبدأ يشتري كل ما تقع عليه عيناه من المقتنيات، فيبيع ما لا يحتاجه وبثمنه يكمل المهمة ويحتفظ بما يراه مهما. تحظى الزراعة بجانب كبير من المقتنيات التي جمعها أبو إياد، وكذا الأدوات المنزلية وأدوات الزينة وأدوات الضيافة، مثل أدوات صنع القهوة وصبها وأواني الطبخ والقدور، وأدوات الإنارة وأدوات الصيد البري والبحري، والملابس واحتياجات العروس والمجوهرات، وحتى الأحذية القديمة. ومن الأشياء النادرة التي توجد في المنزل المتحف أيضا فانوس للإنارة يعود إلى عهد صلاح الدين الأيوبي وختم البركة العثماني والشمعدان، وهو عبارة عن فخارة زاهية الألوان يركب عليها الشمع وترقص بها النسوة في الأعراس، والمجلخ وهو عبارة عن أداة لصيانة السكاكين وجعلها أكثر حدة وقد انتقل به صاحبه من أفغانستان إلى إيران والعراق ثم الأردن والقدس أوائل القرن الماضي. أيضا في كل زاوية من المنزل تجد أدوات للحرفين، فهناك "صندوق الحكيم" الذي كان يحمله الطبيب وبداخله عشرات الأصناف من الأعشاب، وأيضا صندوق الحلاق وصندوق "المطهر" الذي يقوم بختن الرجال. أيضا أسس أبو إياد موسوعة -ربما تكون الأولى من نوعها- تتضمن صور المقتنيات وأسماءها وتاريخها واستخداماتها والمنطقة التي تشتهر بها.