«ظننا أنها مسألة أسابيع ريثما ينتهي القتال. بالطبع، لم نتمكن أبداً من العودة إلى بيتنا» نينا سائح، واشنطن. «لقد استولوا على بيارة الليمون التي كانت عائلتي تملكها منذ قرون» درويش عداسي، كاليفورنيا. «وإننا، نحن الذين أجبرنا على الرحيل في 1984، ليسكننا حنين مضنٍ. إن بيتي في القدسالغربية قد أصبح الآن روضة أطفال إسرائيلية» إينيا بوشناق، نيويورك. «لقد استفاق أهالي نيوأورليانز ذات صباح على دمار شامل فاضطروا للهرب. لقد كانت النكبة بالنسبة إلينا بمنزلة إعصار كاترينا» إيب فوال، برمنغهام، كاليفورنيا قبل ستين عاماً فقد ما يزيد عن 700000 فلسطيني منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم وأعمالهم وبلداتهم ومدنهم، حيث أجبرتهم الميليشيات اليهودية، والجيش الإسرائيلي لاحقاً، على الرحيل بهدف خلق دولة ذات أغلبية يهودية في فلسطين. ثم عمدت إسرائيل إلى نقل اليهود بسرعة إلى منازل الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم. ويشير مصطلح «النكبة» إلى ذلك الدمار الذي لحق بالمجتمع الفلسطيني وإلى سلب أرضه. عشر حقائق عن النكبة 1 النكبة هي السبب الرئيس للمسألة الفلسطينية-الإسرائيلية: والتاريخ المميز لها هو يوم 15 أيار 1948، تاريخ الإعلان عن قيام «دولة» إسرائيل. 2 أدى هذا الحدث الأليم إلى ظهور أزمة اللاجئين الفلسطينيين: فمع حلول نهاية عام بات ثلثا الشعب الفلسطيني مشرداً في المنفى. وتشير التقديرات إلى أن نحو 50% منهم تم ترحيلهم بفعل الاعتداء العسكري المباشر عليهم، في حين اضطر الآخرون للرحيل بفعل انتشار أنباء المجازر التي ارتكبتها الميليشيات اليهودية في القرى الفلسطينية مثل دير ياسين وطنطورة. 3 نظر القادة اليهود إلى عملية «الترانسفير» بوصفها خطوة ضرورية لتأسيس إسرائيل: حيث تحدثوا علناً عن الحاجة إلى الصدامات العسكرية لترحيل أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين قبل أن تتمكن الجيوش العربية من الوصول للدفاع عنهم. وكانت خطة «داليت» لميليشيا «الهاغانا» بمنزلة مسودة لذلك التطهير العرقي. ويقول بن غوريون، أول رئيس وزراء اسرائيلي: «يجب علينا أن نستخدم الإرهاب والاغتيال وبث الرعب والمصادرة وقطع جميع الخدمات الاجتماعية لإخلاء الجليل من سكانها العرب». 4 تم تدمير المئات من القرى والبلدات الفلسطينية: قامت القوات اليهودية بإخلاء أكثر من 450 بلدة وقرية فلسطينية تم تدمير معظمها تدميراً تاماً. 5 تم الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وممتلكاتهم من دون أي رادع: قامت الحكومة الاسرائيلية الجديدة بمصادرة أراضي اللاجئين وممتلكاتهم بغض النظر عن حق الفلسطينيين أو رغبتهم في العودة إليها. ويقول المؤرخ الإسرائيلي توم سيغيف عن ذلك: «تمت إعادة إسكان مدن بأكملها ومئات من القرى الخالية باستقدام مهاجرين (يهود) جدد إليها... لقد مضى الأحرار، العرب، إلى المنفى وأصبحوا لاجئين معوزين؛ وجاء اللاجئون المعوزون، اليهود، ليحلوا محل المنفيين كخطوة أولى نحو تحولهم إلى أناس أحرار. وهكذا فقدت مجموعة (الفلسطينيون) كل ما تملك وحصلت مجموعة أخرى (اليهود) على كل ما تحتاج إليه من أثاث وأدوات مطبخ وكتب وأجهزة راديو وحتى الملابس والحيوانات الأليفة. 6 ظل قسم من الشعب الفلسطيني فيما أصبح لاحقاً يعرف باسم اسرائيل: على الرغم من تهجير معظم الفلسطينيين، بقي قسم منهم فيما أصبح لاحقاً يعرف باسم اسرائيل. وعلى الرغم من اعتبارهم مواطنين في «الدولة» الجديدة فإنهم ظلوا خاضعين للحكم العسكري الإسرائيلي حتى عام1966. واليوم يشكل الفلسطينيون نحو 20% من سكان إسرائيل، ومع أنهم يملكون حق التصويت والوصول إلى الوظائف فإن هناك ما يزيد على 20 قانوناً إسرائيلياً تنص صراحة على تفضيل اليهود على غير اليهود. إن قرابة ربع فلسطينيي إسرائيل هم «مهجرون داخلياً»، لا يستطيعون العودة إلى المنازل والأراضي التي سلبت منهم. 7 ثمة عدة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم: يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى الأممالمتحدة نحو 4.4 مليون لاجئ، فيما تشير التقديرات إلى وجود نحو مليون لاجئ غير مسجل. وهكذا يشكل اللاجئون أغلبية الشعب الفلسطيني الذي يبلغ عدد أفراده نحو 10 ملايين نسمة. 8 للاجئين حقوق يقر بها المجتمع الدولي: حيث يقر المجتمع الدولي بحق اللاجئين بالعودة إلى المناطق التي اضطروا للهرب منها أو أجبروا بالقوة على الرحيل عنها، وكذلك بحقهم في الحصول على تعويض عن الأضرار التي لحقت بهم، وحقهم في استرداد ممتلكاتهم أو الحصول على تعويض عنها مع الحصول على دعم ليستوطنوا في أماكن يختارونها. ولقد ورد النص على هذا الحق صراحة في اتفاقيات السلام الأخيرة في كمبوديا ورواندا وكرواتيا والبوسنة-الهرسك وغواتيمالا وأيرلندا الشمالية وكوسوفو وسيراليون ودارفور. ويؤكد هذا الحق للفلسطينيين قرار الأممالمتحدة رقم 181 للعام 1948. غير أن إسرائيل لا تسمح للاجئين الفلسطينيين بالعودة على حين يمكن لأي يهودي من أية بقعة في العالم أن يستوطن في إسرائيل. 9 الحل العادل لحقوق اللاجئين الفلسطينيين أمر جوهري للسلام في الشرق الأوسط: تؤمن الأغلبية الكبرى من الفلسطينيين بضرورة تلبية حقوق اللاجئين إذا كان لأي سلام بين الفلسطينيين والإسرئيليين أن يستمر. ووفقاً لاستطلاع للرأي أجراه مركز القدس للإعلام في عام 2007 فإن 70% من الفلسطينيين يرون أنه يجب أن يحصل اللاجئون على حق العودة إلى ديارهم الأصلية. 10 للنكبة انعكاساتها على الأمريكيين: إن إنكار إسرائيل المتواصل لحقوق الفلسطينيين والدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل يولدان المشاعر المعادية لأمريكا في الخارج. وفي استطلاع للرأي قامت به مؤسسة زوغبي في عام 2002 في ثمانية بلدان عربية دلت النتائج على أن «الصورة السلبية لأمريكا هي نتيجة السياسات الأمريكية وليست نتيجة كراهية الغرب». كما بين الاستطلاع ذاته أن «القضية الفلسطينية هي بالنسبة إلى كثير من العرب واحدة من القضايا السياسية التي تؤثر فيهم بشكل شخصي». إن تسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين ستحسن من دون شك صورة الولاياتالمتحدة على المستوى الدولي من خلال إثبات الحكومة الأمريكية دعمها للتطبيق الدائم للقانون الدولي. المصدر: جريدة "تشرين" السورية. بتاريخ: 10 مايو 2008.