اليهود وحفرياتهم في القدس محيط - عبد الرحيم ريحان هناك مؤامرة ترصد لها الأموال الطائلة تنفذ عن طريق منظمات وجماعات يهودية منذ عام 1967 وحتى الآن تهدف إلى هدم المسجد الأقصى لتفريغ القضية من محتواها وجوهرها وتم ذلك عن طريق أعمال حفائر أثرية مرت بعشرة مراحل باءت كلها بالفشل والمحاولات مستمرة . بدأت المؤامرة فى أعقاب احتلالهم للقسم الثانى من القدس بعد حرب 1967 فى أواخر عام 67 وتم هدم حى المغاربة نهائياً لتكون الأرض جاهزة لأعمال التنقيب واستمرت الحفريات سنة كاملة وصل عمقها 14م وبدأت الحفائر منذ عام 1968 على امتداد 70م من أسفل الحائط الجنوبى للحرم القدسى خلف قسم من جنوب المسجد الأقصى وأبنية جامع النساء والمتحف الإسلامى والمئذنة الفخرية الملاصقة له ووصل عمقها إلى 14م بهدف كشف مدافن ملوك إسرائيل فى مدينة داود كما يدّعون واستكملوها عام 1969 على امتداد 80م آخر من سور الحرم الشريف ابتداءاً من نهاية المرحلة السابقة ومتجهاً شمالاً حتى أحد أبواب الحرم الشريف (باب المغاربة ) ماراً تحت مجموعة من الأبنية الإسلامية التابعة للزاوية الفخرية وعددها 14 مبنى تصدعت جميعها وأزالتها الجرّافات الإسرائيلية وأجلت سكانها بتاريخ 14 يونيو 1969 . وفى نفس العام تم حرق المسجد الأقصى ومنذ عام 1970 وحتى 1975 تم الحفر أسفل عمارة المحكمة الشرعية القديمة وهى أقدم الأبنية التاريخية بالقدس ماراً شمالاً بأسفل خمسة أبواب من أبواب الحرم الشريف وهى باب السلسلة – المطهرة – القطانين وباب علاء الدين البصيرى وامتدت 180م بعمق مابين 10 إلى 14م وتسببت فى هدم عدد من الآثار الإسلامية منها الجامع العثمانى ورباط الأكراد والمدرسة الجوهرية ومن عام 1975 حتى 1976 تم الحفر فى مكان قرب منتصف الحائط الشرقى لسور المدينة ولسور الحرم الشريف والذى يقع بين باب السيدة مريم والزاوية الشمالية الشرقية من سور المدينة وأزالوا مقابر للمسلمين تضم رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس رضى الله عنهما . القوات الإسرائيلية في باحة الأقصى فى عام 1977 أقيم مشروع لتوسيع مساحة البراق الشريف والتى يسمونها ساحة المبكى وهى الملاصقة للحائط الغربى للمسجد الأقصى والحرم الشريف لضم أقسام أخرى من الأراضى العربية المجاورة للساحة وهدم ما عليها ثم حفرها بعمق 9م أدت لتدمير 200عقار عربى إسلامى تشكل القسم الأكبر من الحى المغربى هدمتها الجرّافات الإسرائيلية وشردت جميع أهلها ويقدر عددهم 800 نسمة . وفى عام 1988 كانت أخطر مراحل الحفر اعتمدت على مخطط صهيونى لتفريغ الأتربة والصخور من تحت المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة لترك المسجدين قائمين على فراغ ليكونا عرضة للانهيار بفعل أى تقلبات مناخية أو اهتزازات طبيعية أو حتى صوت عالى تسببه طائرة تخترق حاجز الصوت لولا عناية الله لتم هذا المخطط ولكن فطنت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس للمؤامرة فسارعت إلى إقامة سياج حول الأرض المجاورة للحائط الشرقى لمنع أعمال الحفر وفى سبتمبر 1996 تم شق نفق فى عهد نتنياهو ولا يزال الحفر مستمراً . الآن يوجد أكثر من 120 جماعة يهودية تركز جهودها لحفر المزيد من الأنفاق وهناك نفق جديد كشفته مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية فى مارس 2008 ملاصق للجدار الغربى للمسجد الأقصى عند حائط البراق يشكّل خطراً كبيراً على المسجد الأقصى وكل ذلك يتم فى مدينة احتلت بقوة السلاح وضمت بقرار غير شرعى أتخذ من جانب واحد مما لا يجوز معه لسلطة الاحتلال أن تقوم بأى نوع من أنواع الحفر مهما كانت قيمتها . واعترف مدير الآثار بالجامعة العبرية بأن المسئول عن هذه الحفريات لا يملك الخبرة للحفر تحت الجدران وأن عمله قد يسفر عن تدمير آثار هامة بالإضافة إلى السرقات التى تمت للمكتشفات التى يتم العثور عليها وبيعها إلى تجار العاديات بالقدس وفى العالم الخارجى وكل هذا جرياً وراء أوهام أثرية عن وجود هيكل مزعوم أسفل المسجد الأقصى والمزاعم الأثرية التى اعتمدوا عليها لإثبات وجود هذا الهيكل المزعوم هى أدلة تنفى وجوده من الأصل ومنها ما يدعيه اليهود باسم حائط المبكى على أنه من بقايا الهيكل القديم فقد فصل فى هذه القضية منذ عام 1929م و جاء فى تقرير لجنة تقصى الحقائق التى أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأممالمتحدة (إن حق ملكية حائط المبكى - البراق – وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن موضع البحث فى هذا التقرير هى للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف ولتأكيد وجود هذا الهيكل المزعوم أدّعوا كشف مبانى يطلق عليها اسطبلات سليمان ). عالمة الآثار البريطانية كاثلين كينيون أكدت صحة هذا الكشف وقامت بأعمال حفائر بالقدس وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى ولقد اكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بنبى الله بسليمان ولا إسطبلات أصلاً بل هو نموذج معمارى لقصر شائع البناء فى عدة مناطق بفلسطين ولقد نشرت هذا فى كتابها (آثار الأرض المقدسة) هذا رغم أن كاثلين كينيون جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين التى أسستها المنظمات الصهيونية لغرض توضيح ما جاء فى الروايات التوراتية . اعتمد اليهود أيضا على عثورهم على قطعة أثرية عبارة عن كرة من العاج لا يتجاوز حجمها أصبع الإبهام يزعمون أنها كانت توضع فى أعلى صولجان استخدمه رهبان المعبد والذى أثبت أن هذه القطعة مزورة متحف إسرائيل نفسه . عندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه القدس 15 ه ، 636م أول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة واضعاً نصب عينيه الرواية التى سمعها من رسول الله صلى الله عليه و اعمال الهدم في المسجد الأقصى سلم ليلة الإسراء وسأل الصحابة وكعب الأحبار (وهو من اليهود الذين أسلموا ) والبطريرك صفرنيوس بطريرك القدس وكان عمر بن الخطاب يراجع المرافقين له حين يدلونه على مكان لا يجد أوصافه تنطبق على ما لديه قائلاّ ( لقد وصف لى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد بصفة ما هى عليه هذه ) والمقصود هنا البقعة المباركة التى أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم إليها وصلى فيها إماماً بجميع الأنبياء وليس المسجد كبناء والصخرة المقدسة التى عرج منها للسموات العلى وقد عثر الخليفة عمر بن الخطاب على مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة وكان المكان مطموراً بالأتربة التى تكاد تخفى معالمه وعند رفع الأتربة كان المكان خالى تماماً من بقايا أى مبانى سابقة رغم ما يزعمه اليهود بأن تيتوس الرومانى دمر الهيكل الثانى عام 1969م. وأمر عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة المقدسة وعندما جاء الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق الصخرة المقدسة عام 72ه، 691م ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 86ه ، 709م والمسجد الأقصى المذكور فى سورة الإسراء أية 1 ليس المقصود به المسجد كبناء معمارى فلم يكن هذا البناء قائماً بالقدس سنة 621م ليلة الإسراء وإنما المقصود بالمسجد الأقصى مدينة القدس كلها وكذلك عبارة المسجد الحرام تعنى كل مدينة مكة ولا تقتصر على الكعبة .ا لإحصائيات تشير إلى نهب ما يزيد على 11 ألف موقع أثرى بعد عام 1967 معظمها يعود إلى العصور البرونزية والحديدية والرومانية والبيزنطية وبيع مائة ألف قطعة أثرية سنوياً بسبب الاحتلال الإسرائيلى كما جرى نقل آلاف القطع الأثرية من المناطق الفلسطينية عن طريق سلطة الاحتلال كما أن الضفة الغربية وحدها تحوى عشرة آلاف موقع أثرى وعشرات الآلاف من القطع الأثرية لن تتمكن السلطة الوطنية الفلسطينية بإمكانياتها الحالية من حماية كل هذا التراث من أيدى لصوص التاريخ والآثار . ويوصي الخبراء بضرورة التوثيق الأثرى لكل الآثار القائمة و المنقولة بفلسطين ويشمل صور فوتوغرافية لكل هذه المواقع الباقية حتى الآن ، رسومات تخطيطية تشمل مساقط أفقية ورأسية لهذه الآثار بمقياس الرسم ، جمع المادة العلمية عن هذه الآثار والحجج الخاصة بها ، عمل أفلام تسجيلية توثيقاً لهذه الآثار أما الآثار التى تم تدميرها أو تحويلها لفنادق فأوصى بجمع المادة العلمية مما نشر عن هذه الآثار وإلقاء الضوء عليها إعلامياً عربياً ودولياً وإشراك المنظمات الدولية المهتمة بالتراث "يونسكو" و" اليكسو " " ايسيسكو " فى إدراج آثار فلسطين ضمن قائمة التراث العالمى لحمايتها والمحافظة على ما تبقى منها فى ظل الاحتلال الإسرائيلى و الضغط على سلطة الاحتلال الإسرائيلية بمعاونة المنظمات الدولية السابق ذكرها لتسليم دائرة الآثار الفلسطينية خرائط مساحية موقع عليها المواقع الأثرية التى تم اكتشافها بفلسطين منذ عام 1967 وكل المواقع الأثرية بفلسطين المسجلة فى وثائق ، والمواقع ذات الدلالة التاريخية المعينة والتى تحتاج لأعمال مسح أثرى ، مع تقديم ملف كامل بصور توضيحية ورسوم تخطيطية عن آثار فلسطين والعمل على عودة القطع الأثرية المنهوبة الموجودة تحت سلطة الاحتلال أو التى تم تهريبها للخارج .