يوجد في مدينة خيبر وعلى بعد كيلو متر واحد عن أقدم أحياء خيبر حي سلطانة موقع محاط بالحجارة مساحته التقريبية 900 متر مربع بارتفاع نصف متر تقريباً ويحتوي هذا الجدار في داخله على ثلاثة مصليات متجاورة بنيت برصف الحجارة على مستوى الأرض ويسمى الموقع في خيبر بقصير النبي حيث يتناقل الأهالي أن هذا الموقع هو الذي نزل به النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما فتح خيبر، وقد تواردت عدة أخبار تشير إلى أن الموقع قد يتعرض للإزالة لعدم صحة موقعه. ونقلت جريدة "الوطن" السعودية عن الباحث في تاريخ خيبر صيفي عيسى الشلالي قوله أن "قصير النبي إلى الجنوب من خيبر، قد تعارف الأهالي على أنه هو الموقع الذي عسكر فيه جيش الفتح أول ما وصل خيبر في الصهباء، قبل أن يحول الجيش موقعه إلى شمال خيبر". وقال الشلالي: الموقع حاليا عبارة عن بقايا سور من الحجارة يحتوي على أكثر من مصلى في الداخل وحوله في الجانبين الشرقي والغربي من جهة القبلة آثار لغرف لم يتبق منها سوى الأساسات، وقد ورد في جميع المصادر وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر عصرا، وأنه صلى في هذا الموقع ثم تحول ليلا من الجنوب إلى الشمال كما تشير المصادر ليحول بين اليهود وبين حلفائهم من غطفان. وأضاف الشلالي: ذكر لي بعض من زار الموقع أن هذه المباني هي من بناء عمر بن عبد العزيز في زمن ولايته على المدينة فقد اهتم رحمه الله بتتبع آثار النبي (ص) وتثبيتها، كما هو حال مسجد علي بخيبر، أسوة بعدد من مساجد المدينةالمنورة ولم أقف على مصدر يؤكد هذا الأمر. وقد أوضح القاضي بمحكمة خيبر الشيخ سليمان الدخيل أن هذا الموضع المسمى قصير النبي والواقع بالمكان الذي يطلق عليه الصهباء قرب خيبر القديمة والذي يعتقد الناس أنه موضع صلاة النبي (ص) حين قدم غازياً خيبر وأنه عسكر فيه ثم غزا خيبر صباحاً، بل ربما ذهب بعض الناس للصلاة فيه تبركا ومن الواجب التنبيه إلى عدة أمور وهي: أن هذا الموضع لم يثبت أنه موضع صلاته وعسكره علية الصلاة والسلام بل هو شيء تناقله العامة بلا دليل، ويقول بعضهم قصير النبي ليس هذا الموضع ويحدد موضعاً آخر ويعتقد البعض. أن كلا الموضعين يسمى بقصير النبي مما يدلنا على أنه مجرد توهم وتخرص. و أضاف الشيخ سليمان أن "هناك أدلة تنفي أن يكون هذا الموضع هو المكان الذي أقام به النبي صلى الله عليه و سلم معسكره و أن الصهباء - الموضع الذي فيه قصير النبي - قد وردت في صحيح البخاري في كتاب الوضوء والمغازي. وتابع الشيخ سليمان "إن ظاهر حديث أنس في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا أهل خيبر فجأة و لم يعلموا به إلا حينما خرجوا صباحا بمساحيهم و مكاتلهم فقالوا محمد والله محمد والخميس فهم لم يعلموا به و هذا يبعد أن يكون نزل في هذا الموضع، لأن هذه المنطقة مكشوفة بينة بل إن من يصعد على أحد الجبال الموالية لها من خيبر يكشف هذه المنطقة كلها و لا تخفى عليه فكيف يعسكر في هذه المنطقة و لا يعلمون به". وأضاف القاضي بمحكمة خيبر "إن هذا الموضع لو قدر أن يكون هو موضع صلاة النبي صلى الله عليه و سلم مع أنه بعيد حسب الدلائل السابقة، فإن النبي صلى فيه بحكم الاتفاق لم يقصده لفضيلته و شرف مكانه فلا ميزة له على غيره. واستشهد الشيخ سليمان قائلا "جاء عن أمير المومنين عمر بن الخطاب أنه نهى الناس عن أن تقصد الشجرة التي بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الحديبية والصلاة عندها، فلما رأى كثرة ورود الناس إليها و قصدهم لها أمر بقطعها كما رواه ابن سعد في الطبقات.