واشنطن: استقبلت أمس المكتبات الأمريكية مذكرات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن والمعنونة ب "نقاط اتخاذ القرار"، والتي أشارت بعض المصادر أنه طبع منها حوالي خمسة مليون نسخة، وفيها يورد بوش تفاصيل خاصة بالحرب على العراق والصدمة التي تلاقها بعد اكتشافه عدم وجود أسلحة نووية إلى جانب أرائه حول عدد من زعماء العالم. يشير عنوان الكتاب إلى القرارات المهمة التي اتخذها بوش الابن بعد هجوم 11 سبتمبر، مثل إعلان الحرب العالمية ضد الإرهاب، وغزو أفغانستان وغزو العراق، إلى جانب فصول أخرى حول توقفه عن تناول الخمر، و"يوم النار ويقصد به هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول والأزمة المالية والعودة إلى الإيمان، وغيرها. وقد نشرت أمس صحيفة "ذي تايمز" مقتطفات من كتاب بوش نقلتها صحيفة "الحياة" تحدث فيها الرئيس السابق عن علاقته الوثيقة برئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والعلاقات الخاصة التي جمعت بين بلديهما، مشيراً إلى إصرار بلير على المشاركة في حرب العراق حتى لو كلفه ذلك سقوط حكومته. كذلك دافع بوش عن غزو العراق وإسقاط الرئيس الراحل صدام حسين، قائلاً عنه "كان عدواً، واجتاح دولاً، والكلّ اعتقد انه يملك أسلحة دمار شامل، وكان واضحاً انه امتلك القدرة على صنع أسلحة دمار شامل، وأن لديه صلات، ليس بمن قتل أمريكيين في هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، لكن مع شبكات إرهابية". وكانت الصدمة التي تلقاها بوش وأشار إليها في كتابه هو عدم العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، لكنه يرى أن بقاء صدام في السلطة كان ليؤدي إلى سباق تسلّح نووي، معتبراً أن25 مليون عراقي يعيشون أفضل من دونه. تعرض بوش أيضاً في كتابه إلى الأخطاء التكتيكية التي ارتكبها خلال رئاسته مثل الخفض المبكر للعديد من القوات الأمريكية في العراق بعد الغزو، وفشله في التعامل مع إعصار كاترينا الذي ضرب نيو أورلينز، كذلك عجز القوات الأمريكية بعد الغزو عن مواجهة عمليات النهب وتفجيرات تنظيم القاعدة، وتحفّظ عن إجراءات وقرارات اتُخذت بعد الغزو. وأبدى بوش ترحيبه بواصلة خليفته باراك أوباما المهمة ضد حركة "طالبان" و "القاعدة" في أفغانستان، وممارسته ضغوطاً على باكستان لمحاربة المتطرفين بها، ومن جانب أخر انتقد بوش زعماء سابقين، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود اولمرت والذي طلب من واشنطن ضرب منشأة نووية قيد البناء في سوريا، وعند رفضها ذلك دمّر الطيران الإسرائيلي المنشأة دون إبلاغ البيت الأبيض مسبقاً. كذلك عاب بوش على المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر ليس فقط ما يراه نكثاً لوعده بدعم غزو العراق، لكن أيضاً عمله في شركة "غازبروم" النفطية الروسية بعد خروجه من السلطة، وشكّك في أخلاقية الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وأشار لخيبة امله من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين. وكشف بوش بمذكراته عن أنه أمر وزارة الدفاع الأمريكية درس ما يمكن أن يكون ضرورياً لتوجيه ضربة إلى إيران، لوقف مساعيها للحصول على قنبلة نووية، وأكد على أن الولاياتالمتحدةالأمريكية سوف تظل محتفظة بمكانتها كقوى عظمى وحيدة بالرغم من الصعود القوي للصين.