واشنطن: تتناقل وسائل الإعلام الغربية منذ نهاية مايو الماضي نبأ الكتاب الجديد الذي طرحه المستشرق اليهودي الأمريكي برنارد لويس بعنوان "الإيمان والقوة: الدين والسياسة في الشرق الأوسط"، وفيه يواصل رسالته المعروفة والمعادية للمسلمين. ووفق قراءة نشرتها صحيفة "المستقبل" اللبنانية للكاتب جهاد الترك؛ فإن لويس يستميت في كتابه لتنشيط الذاكرة المسيحية القديمة والمعاصرة نسبياً بالتذكير بما أسماه ثلاث هجمات كبيرة شنها المسلمون للاستحواذ على الجغرافيا الأوروبية ومن ثم استهداف الحضارة الغربية في عقر دارها لإخضاعها للإسلام. أولى الهجمات وفق الكتاب؛ إقدام المسلمين على غزو المشرق والمغرب وتحديداً لبنان وسوريا والأردن وفلسطين وصولاً إلى مصر وبلدان المغرب العربي انتهاء بفرض سيطرتهم على اسبانيا (الأندلس) وصقلية وسواهما. وقد نجح المسيحيون، بعد قرون قليلة، وفقاً لتعبير لويس، في استرداد هذه المنطقة الحيوية من أوروبا، كما تمكنوا من درء الخطر العربي عن فرنسا. الهجمة الثانية بحسبه تلك التي نفذها العثمانيون في القرن الحادي عشر الميلادي عندما حاصروا فيينا وكادوا أن يسقطوها لولا ان استجمع المسيحيون قواهم، أما الهجمة الثالثة فهي التي يصفها لويس ب"الأخطر" وتستند إلى موجات من الهجرة الغفيرة من البلدان الإسلامية إلى نظيراتها الأوروبية، الأمر الذي يصفه لويس بأنه محاولة لتحقيق ما لم يستطع المسلمون فعله بالحروب والغزوات أثناء امبراطورياتهم السابقة، يقصد نشر الإسلام في أوروبا. وبحسب الكاتب في الصحيفة اللبنانية، لا يتطرق لويس لموجات التوسع الجغرافي التي نفذتها، على نحو لا سابق له، الأنظمة السياسية في أوروبا بدءاً من القرن العشرين، ولا للنزعات الاستعمارية والاستيطانية لدى الأوروبيين في البلدان المستعمرة إسلامية وعربية وسواهما. ونقلاً عن محمد السماك بصحيفة "الشروق"، يقول لويس - المعروف بدفاعه المستميت عن إسرائيل- "إذا كان الصراع هو حول حجم إسرائيل، فإن المباحثات السياسية مهما كانت طويلة وشاقة يمكن أن تحل المشكلة.. أما إذا كان الصراع هو حول وجود إسرائيل فإن المباحثات الجدية سوف تكون مستحيلة". كما وصف ما أسماه "الديكتاتوريات الشرق أوسطية" بأنها مثل النازية الألمانية والشيوعية الروسية، تحتاج دائما إلى الحروب من أجل تبرير وجودها واستمرارها، وترجمة ذلك أن السلام لا يمكن أن يبصر النور إلا إذا انهارت هذه الأنظمة وانهزمت، كذلك يشير إلى أن على الغرب أن يختار بين أمرين، إما أن "يحرر" دول الشرق الأوسط وذلك عن طريق تقسيمها إلى دويلات أو أن يتوقع الدمار على يد هذه الدول؟. كان لويس أحد أقطاب المجموعة التي خططت فكريا في عهد جورج بوش الابن لغزو العراق وكانت نظريته تقول "ليس مفيدا التساؤل بعد 11 سبتمبر 2001 لماذا يكرهنا المسلمون، بل إن من المفيد إعادة صياغة السؤال بحيث يكون: لماذا لا يخافنا المسلمون؟"، يعني بالغرب "الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى".