واشنطن: أثار كتاب "تغيير اللعبة، أوباما وكلينتون وماكين وبالين سباق العمر" لمؤلفاه جون هيليمان ومارك هالبيرن الكثير من الضجة عقب طرحه في المكتبات هذا الشهر، فأصبح من أكثر الكتب سخونة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والأكثر مبيعاً لدى عدد من أشهر المكتبات ومنافذ التوزيع الأمريكية مثل "أمازون" و"بارنز ونوبل" وغيرهما. وأعلنت المؤسسة المسئولة عن نشره وهي دار "هاربر كولينز" عن نفاذ النسخ المطروحة منه مؤكده أن النسخ الإلكترونية منه لن تصبح متوفرة قبل منتصف الشهر المقبل. وترجع الضجة التي أثارها الكتاب لاقتحامه عالم حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2008، بحثه وطرحه للعديد من الأسئلة التي توارت إجاباتها داخل كواليس هذا العرض الانتخابي المبهر، حيث طرح على سبيل المثال جهود حملة الرئيس أوباما لمواجهة نقاط الضعف التي واجهه بها المعسكر الجمهوري أثناء المناظرات بينهما كضعف خبرته بملف السياسة الخارجية، هذا إلى جانب عدد من النقاط السلبية التي استطاع تجاوزها وخلفها وراءه بعد أن أصبح أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية. ووفقاً لصحيفة "الشروق" تعرض الكتاب لتناقضات العلاقة الشائكة التي سادت بيت آل كلينتون وتراوحت بين دعم الزوج والرئيس السابق لطموحات زوجته الرئاسية الجامحة، ونوبات الغضب التي أصابت بيل كلينتون في هذه الفترة وأخطاؤه المدمرة في الحسابات السياسية، وتساءل عن مبررات اختيار السيناتور الجمهورى جون ماكين لحاكمة ألاسكا آنذاك سارة بالين التى كانت تعتبر، رغم ما حظيت به من اهتمام أثناء الحملة الانتخابية، سياسية مبتدئة مقارنة بالسيناتور ماكين المخضرم، وانطلق من ذلك إلى البحث في مدى تورط بالين نفسها بهذا الترشيح. وقرر المؤلفان من خلال الكتاب استقصاء الكثير من القصص التي كانت تدور داخل كواليس هذه الانتخابات، باعتبارها محاولات لفك شفرة التاريخ السري لحملة 2008 الانتخابية، فدخل الكاتبان عوالم أنصار الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذين كانوا يطلقون عليه "المسيح الأسمر"، وطرحوا المخاوف التي سيطرت على الكثيرين داخل الحزب الديمقراطي من أن تفسد فضائح بيل كلينتون مسار زوجته الإنتخابي، والعلاقة بين باراك أوباما ونائبه جون بايدن، والحقيقة وراء سقوط أحد أبرز المرشحين الجمهوريين وهو الحاكم السابق لمدينة نيويورك رودى جوليانى، والقلق الذي خيم على مكتب حملة ماكين نفسه من اختياره سارة بالين نائبة له رغم كونها كادرا من كوادر الحزب الديناميكيين، وتفاصيل المحادثة التليفونية التي دارت بين أوباما وهيلارى كلينتون لإقناعها بمقعد وزارة الخارجية، وهى المحادثة التي وصفها الكتاب ب"العاطفية" التي استمالت كلينتون رغم رفضها المبكر لهذا الاتفاق. كما اعتمد الكتاب على إجراء نحو 300 حوار مع من عايشوا ملحمة الانتخابات تلك، وخرج بنقاط تقريرية عرضت بشكل روائي سردي اهتم برسم الشخصيات وإبراز مواقفها المتشابكة، والتركيز على المشاهد التفصيلية، وهو ما جعل الكتاب حسب وسائل الإعلام الأمريكية "كتاب صادم وساخر، يقدم لأول مرة توثيقا لوقائع حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية"، فيما اعتبرته "نيويورك تايمز" وثيقة تاريخية مذهلة، وأن الكاتبين استطاعا تقديم ملاحظات لاذعة متنوعة، واستطاعا بذكاء مزج التحليل السياسى فى هذا الكتاب بمشاهد وحوارات تفصيلية.