يعود الباحثان والمؤرخان الأميركيان جون هيلمان ومارك هالبرينإلي في كتاب "تغير اللعبة" إلى السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض في العام الماضي، عندما كان التنافس محتدما بين المرشحين "أوباما وهيلاري كلينتون، ثم أوباما وجون ماكين"، ويسردان أدق التطورات التي حولت الانتخابات الرئاسية إلى أمتع رحلة تنفاسية لم يخضها الأميركيون من قبل في حياتهم، وسطرت فصلا جديدا في التاريخ الأميركي كانها "فيلم سينمائي خرافي من وحي الخيال". ويدرس الكاتبان تغير قواعد اللعبة في أميركا التي أدت إلى "انهيار" شعبية آل كلينتون وانحسار المد الجمهوري في أعصاب الكونغرس الأميركي، والانتصار التاريخي لباراك حسين أوباما، أول أميركي من أصل افريقي أسود يتسلم سدة رئاسة أقوى بلد في العالم. ويؤكد الباحثان، انه على الرغم من التغطية الاعلامية الشاملة لهذه الدراما الأميركية الساحرة، فإن التفاصيل الحقيقية بقيت وراء الكواليس من دون ان يتمكن المحللون والمعلقون من فك طلاسم لغز وصول أوباما إلى البيت الأبيض. ويطرح الكاتبان بعض الأسئلة التي دارت بين الإعلاميين والمحللين والسياسيين وحتى عامة الشعب حول كيف تمكن أوباما من إقناع نفسه، بأنه على الرغم من قلة خبرته وسيرته الذاتية المختصرة، يمكنه بشكل ما أن يتغلب على جميع الأمور ويصبح رئيس الأمة "الافريقي" الأميركي؟ وكيف نجحت العلاقة المضطربة ما بين الزوجين كلينتون من تشكيل وتأهيل محاولة هيلاري التي لا يمكن إيقافها؟ ماذا كان وراء ثورات زوجها الغاضبة والحسابات السياسية الخاطئة المدمرة؟ لماذا رشح ماكين حاكمة ألاسكا المبتدئة والمغمورة لتخوض إلى جانبه السباق الرئاسي عن الجمهوريين؟ يأخذنا هيلمان وهالبرين إلى داخل أروقة الآلة الاعلامية والحملة الانتخابية لباراك أوباما، حيث كانت هيئة التحرير تشير إلى المرشح على انه "المسيح الأسود"!! ويكشف الباحثان "المؤامرة الهادئة" التي قام بها مجلس الشيوخ لدفع أوباما إلى السباق، يقوده جزئيا مخاوف الديموقراطيين الكبار من ان حياة بيل كلينتون الشخصية قد تعيق من إمكانات هيلاري بالوصول إلى سدة الرئاسة. ويظهر الكاتبان كذلك كيف نجح أوباما في مكالمة هاتفية عاطفية في ساعة متأخرة من الليل من إقناع منافسته هيلاري كلينتون، على الرغم من مقاومتها الصامدة، بان تصبح وزيرة خارجيته؟ ويتطرق الكاتبان أيضا إلى تفاصيل القصة المتشابكة لعلاقة المرشح الديموقراطي السابق جون ادوارد مع رييل هانتر. كما يكشفان الأسباب الحقيقية وراء سقوط وفشل عمدة مدينة نيويورك السابق رودي جيلاني، على الرغم من انه كان المرشح المفضل والأقوى بين الجمهوريين؟! ويتطرق المؤلفان أيضا إلى الدوافع الحقيقية وراء الاختيار الفاشل للمرشح الجمهوري جون ماكين لحاكمة ولاية آلاسكا السابقة سارة بالين بالرغم من انها مغمورة بين الجمهوريين ولم يسمع بها أحد من قبل؟ وكذلك الشكوك بجاهزية بالين لحمل بطاقة الجمهوريين إلى جانب مخاوف أعضاء حملة ماكين من ملائمتها للمكتب الرئاسي.