هب اعصار ساره ليعصف بالاعلام الامريكي..واذا كان المشرفون علي حملة الدعاية الانتخابية للسناتور جون ماكين قد استنكروا تعامل الاعلام الامريكي مع سارة بالين حاكمة ولايه الاسكا الحسناء التي اختارها السناتور جون ماكين المرشح الجمهوري علي تذكرته الانتخابية كنائب للرئيس فان ساره اثبتت في اول خطاب لها امام مؤتمر الحزب الجمهوري انها ليست بحاجة لمن يدافع عنها.. واختصت الاعلام بقدر واضح من الهجوم.. فقالت »ان لدي خبرا هاما للمحللين واصحاب الرأي انني عندما سأذهب الي واشنطون لن اسعي للحصول علي رضاهم بل سأذهب لخدمة الشعب الامريكي. وبأسلوب شرس وساخر هاجمت ساره المرشح الديموقراطي للرئاسة السناتور باراك اوباما وراحت تكيل له الاتهامات دون ان تفارق الابتسامة وجهها. وكان من الطبيعي ان يصدر عن الحملة الانتخابية لأوباما بيان يستنكر اسلوب تعاملها مع المعركة الانتخابية واعتبر المراقبون خطاب المرشحة لمنصب نائب الرئيس عوده الي اسلوب الحزب الجمهوري القديم في التركيز علي الهجوم الشخصي دون تناول القضايا الهامة التي تشغل الناخب الامريكي. وقد اصبحت حاكمة ولاية الاسكا من اشهر شخصيات لحزب الجمهوري ولاشك ان أسلوبها سيخدم حملة ماكين الا أنه قد يلحق به ضررا بالغا ان لم يصحبه برنامج انتخابي واضح يتناول بصفة أساسية الاوضاع الاقتصادية.. وظهور شخصية ساره بالين وقصة صعودها تشكل خطرا علي مستقبل السناتور هيلاري كلينتون حيث ان ساره بعد مرورها بهذه التجربة السياسية وسواء فاز ماكين بالرئاسة ام لا قد لا تتردد في خوض المعركة الانتخابية بعد 4 سنوات. وقد وصفت كافة وسائل الاعلام خطاب سارة بالين بأن أهم خطاب في معركة الرئاسة الامريكية وذلك علي الرغم من انه جاء بعد ايام قليلة من خطاب المرشح الديموقراطي باراك اوباما والذي تابعه اكثر من عشرة ملايين من ابناء الشعب الامريكي.. الا ان اعصار جوستاف من جهة الي جانب اعلان اختيار شخصية مغمورة مثل ساره بالين كنائب للرئيس. من جهة اخري طغي علي كل ما ورد في هذا الخطاب. فقد سعي الاعلام الامريكي الذي يعتمد علي الاثارة الي نبش ماضي حاكمة ولاية الاسكا في محاولة للبحث عن المثير مما حدا بعدد من القيادات السياسية الي اتهام الحزب الديموقراطي بالتفرقة في التعامل بين الرجال والنساء وهي نفس التهمة التي وجهتها هيلاري للحزب. وقد سعت سارة بالين في خطابها الي توجيه اللوم بصفة غير مباشرة لكل من انتقد افتقادها للخبرة وفي اطار تناولها لقصة حياتها قالت بسخرية.. اعتقد ان عملي كعمدة لمدينة صغيرة اشبه بعمل من يقوم بالتنسيق فيها بين افراد المجتمع فيما عدا ان لدي مسئوليات محددة وحقيقية. اما رودي جولياني عمده نيويورك السابق والذي ظهر اثناء اجتماع الحزب ومن خلفه صورة لمكان سقوط مبني التجاره العالمي ليذكر الحاضرين باحداث 11 سبتمبر فقد قال للحاضرين ان المرشح الديموقراطي لا يهتم بما يمكن ان ينال الشعب الامريكي علي يد العناصر الارهابية بل ان كل ما يهمه هو ضروره اخطار كل ارهابي بحقوقه القانونية. وقد كان من الملاحظ ان اي من المتحدثين طوال انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في مدينة سان بول لم يتعرض في حديثه للاشارة الي الرئيس بوش وكأنه لا ينتهي الي الحزب الجمهوري بل كانت كافة التوجهات والاراء السياسية بعيده تماما عن الرئيس الذي فقد حتي ظله بفضل اعصار جوستاف.