افتتحت أعمال المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب بسوريا، والذي سيطرت عليه قضيتان أساسيتان هما إدانة الهجمة الأمريكية التي وقعت علي الحدود السورية العراقية، والثانية وضع اللغة العربية وضرورة العمل علي وقف التراجع اللغوي الذي يشهده العالم العربي الآن. وتحدث الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب العرب بسوريا، عن أوضاع اللغة العربية، مشددا علي ضرورة مواجهة الهجمة التي أمرضت ألسنة بعض الكتاب والأدباء، ومؤكدا علي موقف الأدباء الثابت ضد التطبيع. الدكتور رياض نعسان آغا وزير ثقافة سوريا أدان الهجمة الأمريكية ووصفها بالهجمة البربرية من قبل قوي عظمي ضد حارس عقار، وتساءل - وفق صحيفة " أخبار الأدب" الأسبوعية المصرية - في سخرية ما قوة هذا الحارس الذي ترسل إليه الطائرات وقوات الكوماندوز. وأشار إلي قضية احتلال العقل قاصدا أولئك الذين يمتلئون بالأفكار الغريبة التي تبعد صاحبها عن قضاياه الأساسية، موضحا أن احتلال العقل أكثر خطرا من احتلال الأرض، فالأرض من السهل أن تجد من يدافع عنها حتي يخرج المحتل، ولكن الخطر الحقيقي هو في احتلال العقل، وأن يتحول الإنسان إلي ببغاء وقد تعطلت آليات تفكيره. وشدد المتوكل طه رئيس اتحاد كتاب فلسطين في كلمته نيابة عن المشاركين علي أنه لا تقدم للأمم إلا بإعطاء المزيد من الحرية للمبدعين، وأكد علي حق المقاومة حتي تعود الأرض العربية المغتصبة. وأكد محمد سلماوي أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب أن الهجمة الأمريكية علي منطقة بوكمال في الحدود السورية تؤكد علي أن هذه الغارة الوحشية الأمريكية علي الحدود السورية العراقية بمثابة إضافة للمحنة القومية العربية المتمثلة في الاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق، والتهديد المستمر لسوريا ولبنان والسودان، وتلفيق ذرائع للتدخل السافر وغير المشروع في الشئون الداخلية لبقية دول المنطقة، ضاربة عرض الحائط بكل المواثيق والاتفاقيات والقوانين والأعراف الدولية. وقال سلماوي إن دور الكاتب يتمثل في رفض ومقاومة هذه المخططات العدوانية وتبصير الشعب العربي بنواياها الحقيقية، حتي لا تنخدع الشعوب العربية باللافتات البراقة التي تختفي خلفها هذه المخططات. ومن جديد أكد أمين عام اتحاد الكتاب العرب علي دعوة الاتحاد الأمة العربية لتشارك في الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، ولكن ليس بالتواجد مع الاحتلال البغيض علي نفس الأرض العربية المقدسة، وإنما بإقامة الاحتفاليات الموازية في جميع العواصم العربية، لكي يعم الإحتفال بالقدس كل أرجاء الوطن العربي. وشهدت الجلسة الإفتتاحية منح درع جائزة القدس للشاعر يوسف الخطيب عن دورة 2004، ودرع الجائزة نفسها عن دورة 2007 للراحل الدكتور عبد الوهاب المسيري، وتسلمها محمد السيد عيد رئيس الوفد المصري. وناقش المكتب الدائم لإتحاد الكتاب العرب، العديد من القضايا الهامة، ومنها الطلب الذي تقدم به " تجمع الأدباء والكتاب العراقيين المناهضين للاحتلال" وذلك لشغل مقعد اتحاد الكتاب العراقيين وهو المقعد الشاغر منذ الاحتلال، مؤكدين في خطابهم للأمين العام إدانتهم للغزو الأمريكي علي بلادهم ورغبتهم في الانضمام للاتحاد، ولكن بعد مشاورات والاحتكام إلي اللائحة الأساسية للإتحاد تقرر عدم قبول عضويتهم، حتي لا يفتح الباب أمام تجمعات أخري للمطالبة بذات العضوية، ولكن تقرر دعوتهم كأفراد في انشطة ومؤتمرات الاتحاد.