مقديشيو: انتقلت المواجهات العسكرية صباح أمس الاثنين ، من مقديشيو إلى إقليم هيران وسط الصومال ، حيث دارت معارك عنيفة بين قوات تابعة للحكومة ومليشيات تابعة للمحاكم الإسلامية، وارسلت إدارة ولاية شبيلي الوسطى قوات مساندة إلى الاقليم لوقف هجوم المليشيات الإسلامية التي قامت بمحاصرة قرية "هلغن" في الإقليم. ووفقا لما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية ، أسفرت المواجهات بين الطرفين عن مصرع اثنين من المدنيين وإصابة ستة آخرين بجروح . وأكد شهود عيان أن المهاجمين تمكنوا من الاستيلاء على مدينة "بولوبردي" بعد معارك مع القوات الحكومية قتل خلالها 11 شخصاً هم سبعة جنود وأربعة مدنيين . وقد تضاربت التقارير التي بثتها إذاعة مقديشو حول مصير يوسف أحمد دبغيد محافظ إقليم هيران، وأحمد عمر حبيب مسئول الأمن في شبيلي الوسطى، بعد أن سيطر المهاجمون على أحد الفنادق الذي كان يقيم فيه في المدينة، وتسبب القتال في عملية هروب لسكان المدينة تاركين خلفهم محالهم التجارية مغلقة. وفي ذات السياق ، اعتقلت قوات إثيوبية أمس الاثنين، بلو حسنو أحد سلاطين القبائل في مدينة "لوق" بإقليم "جدو" جنوب غرب الصومال. وأشارت مصادر في المدينة إلى أن الاعتقال جاء بعد رفض قبيلته الاعتراف بإدارة جديدة تم تشكيلها للمدينة، وقيام مليشيات تابعة للقبيلة بإيقاف (20) شاحنة محملة ببضائع تجارية كانت في طريقها إلى المدينة. كما اعتقلت القوات الاثيوبية قائد الشرطة في المدينة سياد عبدي، وذلك بسبب خلافات نشبت بينه وبين الإدارة الجديدة. وفي نيروبي، أجرى عبدالله ولد أحمد المبعوث الأممي إلى الصومال لقاءات مكثفة مع نور حسن حسين رئيس الوزراء الصومالي ورئيس تحالف المعارضة الشيخ شريف أحمد، كل على حدة، تمهيداً للمفاوضات بينهما ، ثم انتقل رئيس الوزراء الصومالي إلى المملكة العربية السعودية . وأوضح محمد علي حامد وزير المالية في الحكومة الصومالية الذي يرافق حسين أنهم أجروا محادثات مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، تركزت حول تعزيز العلاقات بين البلدين، ومشاركة المملكة في الجهود الرامية لحل الأزمة الصومالية. وأشار حامد إلى أن حكومته ستطلب من السعودية تقديم دعم لهم لتشغيل أجهزة الحكومة، مؤكدا أن أهم الموضوعات التي سيناقشونها مع الحكومة السعودية هي دور المملكة في تحريك ملف المصالحة الشاملة في الصومال، معرباً عن أمله في أن تبدأ السعودية باتصالات مع المعارضة، لإقناعها بالاستجابة لدعوات الحكومة الصومالية إلى المصالحة. وعلى صعيد آخر، انتقد سيوم مسفن وزير الخارجية الاثيوبي، الذي زار مقديشيو الجمعة الماضي، وأجرى محادثات مع الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أحمد، موقف الأسرة الدولية من الأزمة الصومالية. وأشار مسفن بعد عودته إلى أديس أبابا إلى أن العالم أصبح يتفرج على معاناة الشعب الصومالي والتحديات الأمنية والسياسية التي تواجه الحكومة الصومالية، موضحاً أهمية دعم أجهزة الأمن، لتساهم في إعادة استقرار الصومال. وتزامنت تصريحاته مع انتقادات مماثلة وجهها الرئيس النيجيري السابق أوبسانجو الذي أكد في مقابلة صحفية أن الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي فشلا في حل الأزمة الصومالية، مشيرا إلى أن الطرفين لم يبذلا جهوداً كافية لحل تلك المشكلة المزمنة.