دمشق: غيّب الموت أمس الاول الباحث والمؤرخ والطبيب قتيبة الشهابي، بعد صراع طويل ومرير مع المرض، عن عمر ناهز 74 عاما. "حياتي كتابي مفتوح, ليس لدي اي اسرار أخفيها" هكذا كان يقول د.الشهابي عن نفسه ففي الشام ولد عام 1934 وكان جده "قمائمقام" في قطنا ريف دمشق أما أبوه فيحمل الجنسيتين السورية واللبنانية ومازالوا يمتلكون منزلا في جنوب لبنان حتى اليوم , لكن العدو الاسرائيلي لم يبق من بيتهم الحجري إلا الجدران فقط, حتى الاشجار المعمرة المحيطة بها قطعها بأكملها. وهو عضو في الهيئة التعليمية في طب الاسنان، وأستاذ سابق للتشريح الفني في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق في الستينيات، وعضو نقابة الفنون الجميلة، واتحاد الفنانين التشكيليين العرب ونقابة أطباء الاسنان، وهو باحث في التراث التاريخي والاثري في مدينة دمشق. قدم للمكتبة العربية ستة مؤلفات علمية وواحداً وعشرين مؤلفاً في التاريخ والآثار والتراث، منها 17 مؤلفاً تتصدر مكتبة الكونجرس الاميركية. ومن كتبه: "هنا بدأت الحضارة سوريا تاريخ وصور" "أسواق دمشق القديمة ومشيداتها التاريخية"، "معجم ألقاب أرباب السلطان في الدول الاسلامية"، "ابواب دمشق واحداثها التاريخية"، "زخارف العمارة الاسلامية في دمشق"، "صمود دمشق أمام الحملات الصليبية"، "أديرة وكنائس دمشق وريفها"، "معجم المواقع الأثرية في سوريا"، "معجم دمشق التاريخي"، "معجم مصطلحات طب الاسنان"، "نقود الشام"، "دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين"...إلخ. اضافة الى أربعة مخطوطات جاهزة للطبع وثلاثة مخطوطات قيد الانجاز. وكتب شعرا في زوجته وحي حبه الأول قائلا: من بعيد لوحت لي بيديها وسرى الدمع دماً في مقلتيها وسرى قلبي من الشوق اليها فطواه أليم اذا غار عليها وحين سئل عن مرضه في حوار له مع جريدة "الثورة" السورية أجاب: لقد قهرت هذا المرض الخبيث اللعين, ولست آبها به على الاطلاق ولا اخاف الموت لقد واجهت الآلام بالعمل والامل, وسأعمل دون كلل او ملل, لا يعنيني ما انا به سوى انه يعيقني عما اريد تنفيذه, وما اكثر ما لدي من طموح وما أقل ما حققت من هذا الطموح. ولست نادماً على الطريق الذي اخترته في حياتي على الاطلاق لقد كان مثمراً واعتز بما قدمته واتمنى لو يمتد بي العمر لأنجز الكثير مما لدي، ويضيف: لا أخشى الموت وبرأيي انه لا يقهر إلا بالابداع وهذا ما يدفعني للعمل اكثر فأكثر, فمنذ اصابتي بالسرطان, لم أتوقف عن العمل, ولا زلت اتابع مشروعي التوثيقي واصدر الكتب, وانا الآن عضو هيئة تحرير في مجلة السائح الصادرة عن دار المساعدة السورية بدمشق واكتب فيها مقالات متميزة, الموت بالنسبة لي يقظة. وكان يردد قول مارك تويني: "ما أكثر ما كنت أريد أن أصنع وما أقل ما صنعت".