محمد إدريس السنوسي أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال والرجل الذي أطاح به معمر القذافي في عام 1969 فيما عرف بثورة الفاتح. أعلن من شرفة قصر المنار بمدينة بنغازي في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1951 استقلال بلاده بعد جهاد طويل قاده المناضل عمر المختار ضد الاحتلال الايطالي وتنفيذا لقرار الأممالمتحدة. أصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ دولة مستقلة ذات سيادة ونصب الأمير محمد إدريس السنوسي نفسه ملكا عليها معلنا أنه سيمارس سلطاته وفقا لأحكام الدستور بعد أن اتجهت آراء زعماء القبائل والعشائر الليبية إلى قبوله كحاكم للبلاد رغبة منهم في الاحتفاظ بوحدة الأقاليم الثلاثة (برقة- طرابلس- فزان) تحت زعامته. سنوات النضال بدأ الأمير السنوسي النضال لاستعادة حرية بلاده فغادر إلى مصر وأعد الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وأقام معسكر للتدريب في منطقة إمبابة بمصر بلغ عدد المتطوعين فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي وكانوا من أبناء القبائل الليبية المهاجرة بمصر من الرماح وأولاد علي والسننة والحرابي وبدعم من الجبالية بمصر والبراعصة أولاد خضرة والجوازي وعيت فايد والعبيدات والسمالوس والجبيهات وحبون والأشراف وغيرهم من قبائل وادي يرقة المهاجرة إلي مصر من ظلم الأتراك. عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في شهر يوليو عام 1944م فاستقبله الشعب في برقة استقبالا حافلا. وبعد نجاحه في توحيد البلاد تحت قيادته قبيل الاستقلال قام بتأسيس أول جمعية وطنية تمثل جميع الولايات الليبية وذلك في 25 نوفمبر عام 1950، وقد اتخذت هذه الجمعية عدة قرارات تمهيدا لقيام دولة ليبية دستورية، منها أن "تكون ليبيا دولة ديمقراطية اتحادية مستقلة ذات سيادة على أن تكون ملكية دستورية، وأن يكون سمو الأمير السيد محمد إدريس السنوسي أمير برقة ملك المملكة الليبية المتحدة"، ووضعت الجمعية دستورا للمملكة، صدر في السابع من شهر أكتوبر عام 1951م متضمنا 204 مواد دستورية. وما أن أعلن الملك إدريس السنوسي أن ليبيا أصبحت دولة ذات سيادة عقب إصدار الدستور انضمت إلى جامعة الدول العربية عام 1953م وإلى هيئة الأممالمتحدة عام 1955م. انقلاب القذافي ولد محمد إدريس السنوسي أو إدريس الأول في 12 مارس عام 1890 في الجغبوب جنوب شرق طبرق بشرق ليبيا وهو من العائلة السنوسية، من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية. نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها. التحق إدريس السنوسي بالكتاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية "الكفرة"، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة عام 1902م، وتوفي في ذات العام والده "السيد المهدي". في الأول من سبتمبر عام 1969م، قامت حركة الضباط الوحدويين الأحرار التي تشكلت في الجيش الليبي بقيادة الملازم أول معمر القذافي وقامت بالزحف على مدينة بنغازي لتحتل مبنى الإذاعة وتحاصر القصر الملكي بقيادة الضابط الخويلدي محمد الحميدي لتستولي على السلطة وسارع ولي العهد وممثل الملك بالتنازل عن الحكم حيث كان الملك إدريس السنوسي في رحلة علاج بتركيا توجه بعدها إلى اليونان ثم انتقل إلى مصر برفقته زوجته الملكة فاطمة وظل مقيما بها حتى توفي في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1983 وكان قد أوصى بدفنه في البقيع وتم تنفيذ وصيته.