بدأت مراسم الإعلان عن التحرير الكامل للأراضي الليبية بعد مقتل القذافي بالنشيد الوطني "يابلادي" الذي ألفه الشاعر التونسي البشير العريبي، وهو النشيد الرسمي للمملكة الليبية منذ عام 1955 والذي كان يستخدم قبل انقلاب القذافي على الحكم الملكي الليبي. وعاد استخدام النشيد اثر انتفاضة الشعب الليبي على نظام معمر القذافي في فبراير 2011 حيث رفع المنتفضون علم الاستقلال وأنشدوا نشيد الاستقلال منذ أول أيام الانتفاضة، فقد أرادوا الثورة على عقودٍ خطفت فيها ليبيا منهم من قبل نظامٍ دكتاتوري. وقد حدث خلاف بين الثوار الليبيين حول جزء من النشيد يذكر فيه اسم الملك الليبي السابق الملك إدريس، ويقول البيت (حيّ إدريس سليل الفاتحين... إنه في ليبيا رمز الجهاد حمل الراية فينا باليمين وتبعناه لتحرير البلاد) ومن الثوار من طالب بالإبقاء عليه، ومنهم من طالب بحذفه، ومنهم من طالب بتعديله وحذف اسم الملك إدريس، ووضع "المختار" (أي عمر المختار) مكانه. ومحمد إدريس السنوسي هو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال حيث أعلن من شرفة قصر المنار بمدينة بنغازي في الرابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1951 استقلال بلاده بعد جهاد طويل قاده المناضل عمر المختار ضد الاحتلال الايطالي وتنفيذا لقرار الأممالمتحدة. وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ دولة مستقلة ذات سيادة ونصب الأمير محمد إدريس السنوسي نفسه ملكا عليها معلنا أنه سيمارس سلطاته وفقا لأحكام الدستور بعد أن اتجهت آراء زعماء القبائل والعشائر الليبية إلى قبوله كحاكم للبلاد رغبة منهم في الاحتفاظ بوحدة الأقاليم الثلاثة (برقة- طرابلس- فزان) تحت زعامته. حتى قيام العقيد معمر القذافي بانقلاب عسكري في الأول من سبتمبر 1969، فيما عرف بثورة الفاتح.